Méthodologie des compagnons dans l'invitation des polythéistes qui ne sont pas des gens du livre

Abdelaziz ben Mohammed ben Saoud d. Unknown
61

Méthodologie des compagnons dans l'invitation des polythéistes qui ne sont pas des gens du livre

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Maison d'édition

دار الرسالة العالمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Lieu d'édition

بيروت

Genres

فيه مما جعله يقول: "ما أحسن هذا الكلام وأكرمه «^١). وهذه الطريقة التي انتهجها صحابة رسول الله ﷺ في الدعوة أصلها في كتاب الله ومؤيدة به، سواء كان سابقًا لها أم سابقة له، إلا أنها تعدُّ قاعدة وتأصيلًا لعمل أصحاب رسول الله ﷺ، وبالإضافة للآية السابقة فإن هناك آيات أخرى تؤيد هذا الأساس منها قوله تعالى: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (١٠٥) وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ (^٢). وفي هاتين الآيتين يتضح لنا عدة فوائد اعتمد عليها الصحابة ﵃ في دعوتهم، فالفائدة الأولى: هي إيمان الصحابة أن هذا القرآن حق من عند الله وما فيه حق، وأنه أنزل على محمد ﷺ، ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ﴾، يقول الإمام الطبري: "أنزلناه نأمر فيه بالعدل والإنصاف والأخلاق الجميلة والأمور المستحسنة الحميدة، ونزل من عند الله على نبيه محمد ﷺ «^٣)، وعند القرطبي: "أوجبنا إنزاله بالحق ونزل فيه الحق" (^٤)، "وقد وصف القرآن بصفتين عظيمتين كل واحدة منهما تحتوي على ثناء عظيم وتنبيه للتدبر فيهما، فالحق في الأولى الثابت الذي لا ريب فيه ولا كذب، فهو كقوله تعالى:

(^١) السيرة النبوية، ابن هشام، ١/ ٣٢١. (^٢) سورة الإسراء، الآيتان: ١٠٥ - ١٠٦. (^٣) جامع البيان، الطبري، ٧/ ٥٠٧. (^٤) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، الجزء الثاني، المجلد الخامس، ص ٤٧١.

1 / 67