154

Méthodologie des compagnons dans l'invitation des polythéistes qui ne sont pas des gens du livre

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Maison d'édition

دار الرسالة العالمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Lieu d'édition

بيروت

Genres

قال لهم: فأجيبوا هذا النبي المرسل من بني لؤي بن غالب تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة. فذكر لهم نسب الرسول ﷺ؛ لأن العرب تهمها الأنساب. وفي وصف العلاء بن الحضرمي الرسول ﷺ للمنذر بن ساوى كان في وصفه تعريف به ودعوة بصفاته ﷺ فقال العلاء: هل ينبغي لمن لا يكذب أن لا تصدقه، ولمن لا يخون أن لا تأمنه، ولمن لا يخلف أن لا تثق به، فإن كان هذا هكذا فهو هذا النبي الأمي (^١). فهنا نجد أن الصحابة ﵃ قد أُعِدُّوا إعدادًا جيدًا بمعرفة نبيهم ونقل هذه المعرفة إلى الناس. ثانيًا: لماذا يدعو الداعي؟ لكل شيء سبب، ولكل عمل هدف، وما يقوم الداعية بعمله ويتحمل المشاق فيه إلا للوصول إلى هدف محدد يجيب على التساؤل السابق وهو: (لماذا يدعو الداعي؟) ولكي يُعَدَّ الداعي إعدادًا صحيحًا يجب أن يعرف هذه الإجابة ويزود بها حتى لا يكون مجهوده بلا فائدة، بل قد يكون بلا أجر من الله؛ لأن الرسول ﷺ يقول: (إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى «^٢)، فبدون هدف لا يكون هناك نية واضحة، وبذلك لا يكون العمل لله، كمن يحج بدون نية الحج، أو يصوم بدون نية الصيام. ولهذا فَطِنَ الدعاة من الصحابة أن يعرفوا لماذا هم يدعون الناس إلى الإسلام؟ وما الأسباب لذلك؟ فما كان من معلمهم

(^١) انظر: الروض الأنف، السهيلي، ٧/ ٥١٩ - ٥٢٠. (^٢) صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب قوله ﷺ: "إنما الأعمال بالنية" وأنه مدخل لغيره من الأعمال، رقم ٤٩٢٧، ص ٨٥٣.

1 / 163