135

Méthodologie des compagnons dans l'invitation des polythéistes qui ne sont pas des gens du livre

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Maison d'édition

دار الرسالة العالمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Lieu d'édition

بيروت

Genres

وقد كان العلم هو أحد أسلحة الصحابة ﵃ في نشر الإسلام وتوعية الناس به، فهذا مصعب بن عمير ﵁ الذي يطلق عليه لقب "المعلم والمقرئ"، أسلم على يديه أكثر أهل المدينة، وذلك لم يكن لكثرة ماله أو جاهه أو قوته، إنما بالعلم الذي كان لديه، والذي حصل عليه من رسول الله ﷺ، فكان عالمًا بالقرآن، وقد عَلِم ﵁ أن هذه الميزة لديه واستثمرها في نشر هذا الدين، فكان هو المرجع لأهل المدينة خلال فترة بقائه بها، قبل العقبة الثانية. كما أن في دعوة النجاشي لعمرو بن العاص ﵄ دليلًا على توظيف واستثمار ما لدى النجاشي ﵁ من علم ليقنع به عمرو بن العاص وذلك عندما سأله عمرو بن العاص أن يعطيه رسول رسول الله ﷺ ليضرب عنقه، فكان رد النجاشي أن قال له: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله؟! قال عمرو: أيها الملك، أكذا هو؟ قال: ويحك يا عمرو! أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده، فأسلم عمرو بن العاص ﵁. فكان لعلم النجاشي ﵁ تأثير في عمرو بن العاص ﵁، مما جعله يسلم؛ وذلك لأن النجاشي كان يتكلم عن علم أهل الكتاب واستثمر معرفته به ليدعو عمرو بن العاص وأنه لا يتكلم عن هوى، فاهتمام الداعي إلى الله بما يملكه من علم، والعمل على استخدامه من أجل دخول الناس في الإسلام كان من مميزات الصحابة الدعاة ﵃ التي حرصوا على توظيفها في خدمة الدين.

1 / 144