81

Methodology of Al-Khatib Al-Baghdadi in Hadith Criticism

منهج الخطيب البغدادي في نقد الحديث

Maison d'édition

(المكتبة العمرية - دار الذخائر)

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

المطلب العاشر مرضه ووفاته مرض الحافظ أبو بكر الخطيب ببغداد في منتصف شهر رمضان من سنة ٤٦٣ هـ، واستمر به المرض إلى أن اشتد في غرة ذي الحجة، وحينها أوصى إلى صديقه وتلميذه أبي الفضل بن خيرون، وتصدَّق بجميع ماله، وهو مائتا دينار، فرَّق ذلك على أصحاب الحديث والفقهاء والفقراء في مرضه، ووصَّى أن يُتصدق بجميع ما يخلفه من ثياب وغيرها، وأوقف جميع كتبه على المسلمين. وتوفي ﵀ ضحى نهار الاثنين السابع من ذي الحجة من سنة ٤٦٣ هـ، وأُخرج الغد يوم الثلاثاء، وحضر الصلاة عليه خلق كثير من أماثل الناس: النقباء والأشراف والقضاة والفقهاء وأهل العلم والصوفية والعامة، وتبع جنازته خلق عظيم، وكان الفقيه الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي أحد من حمل جنازته، وكان بين يديها جماعة ينادون: «هذا الذي كان يذبُّ عن رسول الله ﷺ، هذا الذي كان ينفي الكذب عن رسول الله ﷺ، هذا الذي كان يحفظ حديث رسول الله ﷺ». وقد أوصى أن يُدفن بجوار بشر الحافي، وكان قد شرب من زمزم في حجته وسأل الله ﷿ ثلاث حاجات منها: أن يُدفن إذا مات عند قبر بشر الحافي. فسارع تلامذته ومحبُّوه في إنفاذ وصيته، وكان الموضع الذي بجنب بشر

1 / 86