Message on the Fundamentals of Belief
رسالة في أسس العقيدة
Maison d'édition
وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٥هـ
Lieu d'édition
المملكة العربية السعودية
Genres
﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [يوسف: ١] (يوسف الآية: ١)، وقوله: ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٨] (آل عمران الآية: ١٣٨)، وقوله: ﴿فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [المائدة: ٩٢] المائدة الآية: ٩٢)، وقوله: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: ٤٤] (النحل الآية: ٤٤) .
ويستعينون في فهم مدلول نصوصهما بآثار صحابة رسول الله ﷺ وهم أهل السبق والفضل، وأقوال التابعين لهم بإحسان، وما عرف من لغة العرب، ويكلون ما لم يعلموه إلى عالمه ﷾.
وهم في هذا الصدد لا يعارضون الكتاب والسنة بعقولهم وآرائهم، بل يقررون أن النقل والعقل لا يتعارضان، إذا كان النقل صحيحا، والعقل صريحا (١) .
بل إن النقل تضمن أدلة عقلية على المطالب الدينية، ففي الاستدلال على وجود الله، قال سبحانه: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ [الطور: ٣٥] (الطور الآية: ٣٥)، وفي الاستدلال على الوحدانية قال: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [المؤمنون: ٩١] (المؤمنون الآية: ٩١)، وفي الاستدلال على العلم قال: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: ١٤] (الملك الآية: ١٤) .
والعقل يمكن أن يدرك جملا من مقررات علم العقيدة، مثل أن الله موجود، وواحد، وحي، وعال على مخلوقاته، عليم بهم، قادر، حكيم
_________
(١) المراد بالنقل الصحيح: القرآن الكريم والسنة الثابتة عن رسول الله ﷺ، والعقل الصريح: السليم من الانحراف والشبه. وقد دلت النصوص الشرعية على أن القلوب مفطورة على معرفة الحق وقبوله، وقد بعث الله الرسل ﵈ بتقرير الفطرة وتكميلها، ولكن الفطرة قد تنحرف انظر ص ١٣ - ١٥.
1 / 9