Message on the Fundamentals of Belief

محمد بن عودة السعوي d. Unknown
11

Message on the Fundamentals of Belief

رسالة في أسس العقيدة

Maison d'édition

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٥هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

«كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعا، هل تحسون فيها من جدعاء؟ . .» الحديث. وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار المجاشعي ﵁ أن رسول الله ﷺ قال فيما يرويه عن ربه ﷿ أنه قال: «. . . وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم (١) عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا» . فالفطرة الإنسانية تشهد بوجود خالق قادر عليم حكيم مستحق للعبادة، ولكن هذه الفطرة قد تنحرف، كما دلت النصوص السابقة. ويوجد في الناس من ينازع في كثير من القضايا الضرورية البديهية والمعارف الفطرية، وبنو آدم لا ينضبط ما يخطر لهم من الآراء والإرادات، فإنهم جنس عظيم التفاوت، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف: ١٧٩] (الأعراف الآية: ١٧٩)، وقال تعالى ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: ٤٤] (الفرقان الآية: ٤٤) . ولهذا وجد من أنكر الخالق قديما وحديثا، إما في الظاهر دون الباطن كحال فرعون ونحوه، وإما ظاهرا وباطنا. قال الله ﷾ مخبرا عن فرعون: ٣٠ ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: ٢٣] (الشعراء الآية: ٢٣)، وهذا استفهام إنكار وجحد (٢) ولذا قال

(١) أي استخفوهم فأزالوهم عما كانوا عليه إلى الباطل. (٢) كما أخبر الله عنه أنه قال: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) (النازعات الآية/ ٢٤)، وقال: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) (القصص الآية: ٣٨) .

1 / 13