وروى مسلم عن أنس بن مالك ﵁ أنه كتب حديثًا عن رسول الله ﷺ غير كتاب أبي بكر١.
وروى الخطيب بسنده عن عبد الله بن المثنى قال: حدثني عمَّاي: النضر وموسى ابنا أنس، عن أبيهما أنس بن مالك ﵁ أنه أمرهما بكتابة الحديث والآثار عن رسول الله ﷺ وتعلمها٢.
وكان ثمامة بن عبد الله بن أنس لديه كتاب نقله إلى حماد بن سلمة٣.
وروى أبو خيثمة ﵁ بسند صحيح عن علي -كرم الله وجهه- قوله: من يشتري صحيفة بدرهم يكتب فيها العلم؟ ٤
وزاد ابن سعد: فاشترى الحارث الأعور صحفًا بدرهم، ثم جاء بها عليًّا فكتب له علمًا كثيرًا٥.
ويروى أن عبد الله بن مسعود ﵁ "ت٣٢هـ" كان له كتاب، على الرغم مما رُوي عنه من أنه من المعارضين لكتابة الحديث، حتى يقال: إنه أتلف كتابًا أُحضر له للدراسة والتأمل٦، فقد أقسم ابنه أن لديه كتابًا بخط والده٧.
وجمع الحسن بن علي بن أبي طالب ﵄ بنيه وبني أخيه فقال: يا بَني، إنكم اليوم صغار قوم أوشك أن تكونوا كبار قوم فعليكم بالعلم، فمن لم يحفظ منكم فليكتبه وليضعه في بيته٨.
وقد كان قضاء علي بن أبي طالب ﵁ مكتوبًا، بدليل أن ابن أبي مليكة قال: كتبت إلى ابن عباس أسأله أن يكتب له كتابًا ويخفي عني، فقال ولد ناصح: أنا
١ صحيح مسلم بشرح النووي "١/ ٢٠٥-٢٠٧" وفيه نص ما كتبه.
٢ تقييد العلم "ص٩٦".
٣ الكفاية "٤٧٣".
٤ كتاب العلم لأبي خيثمة "ص١٤٤" بتحقيق الألباني - المطبعة العمومية - دمشق.
٥ الطبقات الكبرى "٦/ ١١٦".
٦ راجع: جامع بيان العلم "١/ ٦٢-٦٥"، تقييد العلم "٢٥، ٣٨، ٣٩، ٥٣-٥٦".
٧ راجع: جامع بيان العلم "١/ ٧٢".
٨ تقييد العلم "ص٩١، ٩٢".