Menhaj Al-Muhaddithin from the First Hijri Century to the Present Era
منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر
Maison d'édition
الهيئة المصرية العامة للكتاب
Numéro d'édition
-
Genres
- دعاء الرسول ﷺ له بالحكمة، والعلم، والفقه:
ثبت بأسانيد صحيحة عن ابن عباس ﵄ أن النبي ﷺ مسح رأسه وضمه إلى صدره ودعا له بالحكمة والفقه في الدين:
روى البخاري وغيره من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ضمني النبي ﷺ إلى صدره وقال: "اللهم علمه الحكمة" ١.
وأخرج ابن سعد من طريق عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس قال: دعاني رسول الله ﷺ فمسح على ناصيتي وقال: "اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب" ٢.
وروى أحمد بن حنبل والحاكم والطبراني وغيرهم بإسناد صحيح، عن حماد بن سلمة وغيره، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله قال: بِتُّ في بيت خالتي ميمونة، فوضعت للنبي ﷺ غُسلًا، فقال: "من وضع هذا"؟ قالوا: عبد الله. فقال: "اللهم علمه التأويل، وفقهه في الدين" ٣.
١ أخرجه البخاري "١/ ١٥٥" في العلم: باب قول النبي ﷺ: "اللهم علمه الكتاب" و"٧/ ٧٨" في فضائل الصحابة: باب ذكر ابن عباس، و"١٣/ ٢٠٨" في أول كتاب الاعتصام، والترمذي "٣٨٢٤"، وابن ماجه "١٦٦"، والطبراني "١٠٥٨٨"، والبلاذري في "أنساب الأشراف" "٣/ ٢٩" كلهم من طريق خالد الحذاء به.
٢ الطبقات الكبرى "٢/ ٣٦٥".
٣ المسند "١/ ٢٦٦، ٣١٤، ٣٢٨، ٣٣٥"، والطبراني في المعجم الكبير "١٠٥٨٧"، وتاريخ الفسوي "١/ ٤٩٤"، وابن سعد "٢/ ٣٦٥"، والبلاذري "٣/ ٢٨"، وصححه الحاكم "٣/ ٥٣٤"، ووافقه الذهبي.
وكان ابن عباس ﵁ من أعلم الصحابة في تفسير القرآن، فقد روى يعقوب بن سفيان في "تاريخه" "١/ ٤٩٥" بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل، وكان يقول: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. وروى هذه الزيادة ابن سعد في "الطبقات" "٢/ ٣٦٦" من وجه آخر عن عبد الله بن مسعود، وروى أبو زرعة الدمشقي في تاريخه عن ابن عمر قال: هو أعلم الناس بما أنزل الله على محمد.
وروى يعقوب أيضًا "١/ ٤٩٥" بإسناد صحيح عن أبي وائل قال: قرأ ابن عباس سورة النور، ثم جعل يفسرها، فقال رجل: "لو سمعت هذا الديلم لأسلمت"، ورواه أبو نعيم في "الحلية" "١/ ٣٢٤" من وجه آخر بلفظ "سورة البقرة"، وزاد أنه كان على الموسم -يعني: سنة خمس وثلاثين- كان عثمان ﵁ أرسله لما حصر.
1 / 151