245

Mémoires d'un témoin du siècle

مذكرات شاهد للقرن

Enquêteur

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

Maison d'édition

دار الفكر

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

Lieu d'édition

دمشق - سورية

Genres

مسقط رأسه في جبل الدروز حيث دارت حوالي سنة ١٩٢٥ معارك، هزت جيلي في الجزائر مع صدى معارك الريف، وكانت فيها يد لشكيب أرسلان.
كان فريد زين الدين على صلة به مكلفًا من طرفه، بدعوة الطلبة العرب الموجودين بالعاصمة الفرنسية لتشكيل جمعية (الوحدة العربية)، وكأنما كانت هذه الدعوة كما يتبين للقارئ مقدمة للجامعة العربية الحالية، فشرع من أجل ذلك يتصل بالطلبة المغاربة.
وفي نهاية المطاف أصبح (محمد الفاسي وبلفريج والطوريس) يمثلون مراكش في الوحدة و(بن ميلاد) مع بعض مواطنيه يمثلون تونس، وأصبحت أنا أمثل الجزائر.
وكانت سوريا مع لبنان، ممثّلة في شخص فريد زين الدين وبعض مواطنيه ممن يقرضون الشعر. فكانوا عند افتتاح أو ختام كل جلسة، يشنفون مسامعنا بآخر قصيدة لهم في تمجيد العرب.
وكانت هذه الجلسات (السرية) تجري مداولاتها في قاعة مقهى فرنسي، على مرأى ومسمع من البنات أو الشبان المشتغلين في القاعة، فنستمع إلى قطعة بلاغية أو شعرية تترك في النفوس موجة حماسية، أشبه شيء بالموجات التي انطقت من إذاعة (صوت العرب) وهزت النفوس، قبيل حزيران عام ١٩٦٧، وكان من أسوأ آثار تلك الموجات أنها لا تفقد المستمع وحدة الشعور، بل تفقده أحيانًا المتكلم نفسه، مثلما حدث يومًا لـ (لطوريس) إذ انطلق في صولة كلامية أثارت تصفيقًا فصفق هو معنا.
وكان في ذلك من الإغراء ما يجعل كل طالب مغربي يتنفس الصعداء إذا لم تتح له فرصة الانخراط في جمعيتنا السرية، فقد أتاني ذات يوم (هادي نويرة)

1 / 250