La mort rend visite à Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Genres
قالت إليزابيث: «أجل، فعلا. إننا نحب هذا الكرسي كثيرا، ودائما ما نتذكر ويل حين يتسلق عليه الأطفال.»
انحنى ألفيستون ثم خرج وجلس على المقعد الذي كان على حافة الغابة، ويمكن رؤيته من الكوخ، في حين أخذت إليزابيث وجورجيانا الكراسي التي قدمتها السيدة بيدويل في غرفة المعيشة. كانت الغرفة مفروشة بفرش بسيط يتكون من طاولة مستطيلة وأربعة كراسي، وكرسي مريح أكثر على كل جانب من جانبي المدفأة، ورف للموقد يعج بالتذكارات العائلية. وكانت النافذة الأمامية مفتوحة شيئا قليلا، لكن جو الغرفة كان لا يزال حارا، وعلى الرغم من أن غرفة ويل بيدويل كانت في الطابق العلوي فإن الرائحة الكريهة المنبعثة بسبب طول المرض بدت وكأنها تتخلل الكوخ كله. وبالقرب من النافذة كان هناك فراش صغير يستقر على هزازات، وإلى جواره كرسي للرضاعة، وبدعوة من السيدة بيدويل، ذهبت إليزابيث إليه وراحت تحدق إلى الطفل النائم وتهنئ جدته على ما يتمتع به الوليد من صحة وجمال. ولم يكن هناك أي شيء يوحي بوجود لويزا. كانت جورجيانا تعلم أن السيدة بيدويل ترحب بفرصة أن تتحدث مع إليزابيث على انفراد، وبعد أن سألت عن ويل وأبدت إعجابها بالطفل ، قبلت باقتراح إليزابيث الذي كانتا قد اتفقتا عليه فيما بينهما والذي يقضي بأن تنضم إلى ألفيستون بالخارج. وسرعان ما أفرغت السلة المصنوعة من الخوص وأبدت المضيفة امتنانها على محتوياتها وجلست المرأتان على الكرسيين المجاورين للمدفأة.
فقالت السيدة بيدويل: «ليس هناك الكثير من الطعام الذي يمكن له أن يتناوله الآن يا سيدتي، لكنه يحب مرق اللحم الخفيف هذا، وأنا أحاول أن أجعله يتناول شيئا من الكاستر والنبيذ بالطبع. ومن اللطيف منك أن تزورينا يا سيدتي، لكنني لن أعرض عليك رؤيته. فلن يؤدي هذا إلا إلى شعورك بالحزن، كما أنه لا يتمتع بالقوة ليكثر في الحديث.»
قالت إليزابيث: «الدكتور ماكفي يزوره بانتظام، أليس كذلك؟ فهل يطمئنك عليه؟» «إنه يأتي كل يومين يا سيدتي، فهو مشغول كما تعرفين، ولا يتلقى أجرا منا أبدا. إنه يقول إن ويل ليس أمامه الكثير الآن. آه يا سيدتي، لقد رأيت ابني العزيز حين أتيت إلى هنا للمرة الأولى زوجة للسيد دارسي. فلماذا حدث له هذا يا سيدتي؟ إن كان هناك سبب أو غاية من ذلك فيمكنني أن أتقبل الأمر.»
مدت إليزابيث يدها. وقالت بنبرة رقيقة: «هذا سؤال نطرحه دائما ولا نحصل له على إجابة. هل يزوركم القس أوليفانت؟ لقد قال شيئا عن زيارة ويل يوم الأحد بعد القداس.» «أجل، إنه يزورنا بالفعل يا سيدتي، واطمئني؛ فزيارته تريحنا. لكن ويل طلب مني ألا أدخله عليه مؤخرا؛ لذا فإني أعتذر له وآمل ألا يشعر بالإهانة تجاه ذلك.»
قالت إليزابيث: «أنا واثقة أنه لا توجد إساءة في ذلك سيدة بيدويل. فالسيد أوليفانت رقيق الشعور ومتفهم. والسيد دارسي يثق به كثيرا.» «ونحن كلنا يا سيدتي.»
ساد الصمت بينهما بضع دقائق، ثم قالت السيدة بيدويل: «لم أتحدث إلى ويل عن مقتل ذلك الشاب المسكين يا سيدتي. لقد انزعج ويل كثيرا من حدوث شيء كهذا في الغابة وعلى مقربة من المنزل، ولم يكن قادرا على حمايتنا.»
قالت إليزابيث: «لكن آمل أنكم لم تتعرضوا للخطر سيد بيدويل. لقد أخبرت أنكم لم تسمعوا شيئا.» «لا يا سيدتي، عدا صوت الطلقات، غير أن هذا أثار في ويل شعورا بمدى عجزه، وبالحمل الذي على والده أن يتحمله. لكني أعلم أن هذه المأساة شاقة عليك وعلى سيدي، ومن الأفضل ألا أتحدث عن أمور لا أعرف عنها أي شيء.» «لكنك كنت تعرفين السيد ويكهام حين كان طفلا، أليس كذلك؟» «بالفعل يا سيدتي. لقد اعتاد اللعب مع سيدي في الغابة حين كان صغيرا. كانا شقيين ككل الصبية، لكن سيدي كان هو الأكثر هدوءا بينهما. أنا أعرف أن السيد ويكهام أصبح في شبابه جامحا وفظا وتسبب بالضيق لسيدي، لكن لم يأت أحد على ذكره منذ زواجكما، ولا شك أن هذا كان من أجل مصلحة الجميع. لكن لا يمكنني أن أصدق أن الصبي الذي كنت أعرفه قد كبر وأصبح قاتلا.»
جلست المرأتان في صمت مدة دقيقة. كان هناك اقتراح حرج على إليزابيث أن تتقدم به، وكانت تحتار في أفضل طريقة يمكن لها أن تطرحه بها. كانت هي ودارسي يشعران بالقلق - منذ وقوع الحادث - من أن عائلة بيدويل قد تشعر بأنها في خطر، حيث إنهم معزولون في كوخ الغابة، خاصة أن لديهم صبيا مصابا بداء عضال، كما أن بيدويل يكون دائما في منزل بيمبرلي. سيكون من المنطقي أن تشعر العائلة بالقلق واتفقت إليزابيث ودارسي على أنها ستطرح على السيدة بيدويل اقتراحا أن تنتقل العائلة كلها إلى منزل بيمبرلي، حتى إلى أن يحل لغز الجريمة على الأقل. ومدى كون هذا الاقتراح عمليا أو لا يتوقف بالطبع على ما إن كان ويل سيتحمل الرحلة، لكنه سيتم حمله بكل حرص على نقالة طوال الطريق؛ وذلك من أجل تجنب اهتزاز العربة، كما سيتلقى رعاية خاصة بمجرد أن يستقر في غرفة هادئة في بيمبرلي. لكن حين طرحت إليزابيث هذا الاقتراح، ذهلت من رد السيدة بيدويل. فللمرة الأولى بدت المرأة مرعوبة للغاية، وجاء ردها مصحوبا بنظرة تملؤها الرهبة. «أوه، لا يا سيدتي! أرجوك لا تطلبي منا فعل ذلك. لن يكون ويل سعيدا وهو بعيد عن الكوخ. ليس هناك ما نخشاه هنا. فحتى في غياب بيدويل، لم نكن أنا ولويزا خائفتين. وقد فعلنا كما أمرنا بعد أن تكرم الكولونيل فيتزويليام وأتى ليطمئن أن كل شيء على ما يرام. لقد أوصدت الباب وغلقت نوافذ الطابق الأرضي ولم يأت أحد بالجوار. لم يكن الأمر أكثر من مجرد إطلاق للنار يا سيدتي، وقد حدث الأمر على غفلة وكان عفويا، ولم يدر بيننا وبينه شجار. كما أنني واثقة أن الدكتور ماكفي سيقول بأن ويل لا يحتمل هذه الرحلة. من فضلك أخبري السيد دارسي أننا شاكرون وممتنون، لكن لا ينبغي أن يتم التفكير في هذا الأمر.»
بدت المرأة بنظرة عينيها وامتداد يديها وكأنها تستجديها. فقالت إليزابيث بنبرة رقيقة: «لن يحدث، إن كانت تلك هي رغبتك، لكن يمكن لنا على الأقل أن نحرص على أن يكون زوجك هنا طوال الوقت. سنفتقده كثيرا، لكن يمكن للآخرين أن يقوموا بعمله بينما ويل مريض للغاية ويتطلب رعايتكم.» «لن يفعل زوجي ذلك يا سيدتي. سيحزنه أن يفكر أن الآخرين يمكن لهم أن يتولوا القيام بمهمته.»
Page inconnue