La mort rend visite à Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Genres
ساد الصمت مرة أخرى، ثم وجه هاردكاسل حديثه إلى بيلشر. «شكرا لك أيها الطبيب. بالطبع ستقوم بأي فحص للجثة قد تجد أنه ضروري؛ فليس لدي أي رغبة في كبح تقدم المعرفة العلمية. لقد فعلنا كل ما يمكننا فعله هنا. سننقل الجثة الآن.» ثم التفت إلى دارسي. وقال: «سأحضر في تمام التاسعة من صباح الغد وآمل حينها أن أتحدث إلى جورج ويكهام، وإلى أفراد الأسرة والخدم، وذلك حتى نرسخ لحجج الغياب في وقت وقوع الجريمة. وأنا واثق من أنك ستتقبل ضرورة ذلك. وكما أمرت، سيظل آمر البلدة براونريج والضابط ميسون في الخدمة، وسيكونان مسئولين عن حراسة ويكهام. وستظل الحجرة موصدة من الداخل ولن يسمح لأحد بالدخول إلا في حالة الضرورة. وسيكون هناك اثنان من الحراس في أي وقت من الأوقات. أريد منك أن تؤكد لي الامتثال لهذه الأوامر.»
قال دارسي: «سيمتثل لها بالطبع. أيمكنني أن أقدم لك أو للدكتور بيلشر أي مرطبات قبل أن تغادرا؟» «لا، شكرا لك.» ثم أضاف وكأنه أدرك أنه يجب أن يضيف شيئا: «أشعر بالأسف على وقوع هذه المأساة على أرضك. لا شك أنها ستكون مصدر إزعاج؛ خصوصا لسيدات العائلة. وحقيقة أنك وويكهام لم تكونا على وفاق ستجعل من الصعب تحمل هذه المأساة. وبصفتك قاضيا زميلا لي ستتفهم مسئوليتي بخصوص هذا الشأن. وسأرسل رسالة إلى قاضي التحقيق، وآمل أن تعقد جلسات التحقيق في لامتون في غضون الأيام القليلة القادمة. ستكون هناك هيئة محلفين محليين. وسيطلب منك الحضور بالطبع مع الشهود الآخرين الذين شهدوا العثور على الجثة.» «سأكون حاضرا أيها السير سيلوين.»
قال هاردكاسل: «سأحتاج إلى أحد يساعد في حمل النقالة لنقل الضحية إلى عربة المشرحة.» ثم التفت إلى براونريج. وقال: «أيمكنك أن تضطلع بمسئولية حراسة ويكهام وترسل ستاوتن إلى هنا؟ بما أنك هنا أيها الدكتور ماكفي وترغب في تقديم المساعدة، فمن الممكن أن تساعدنا في نقل الجثة.»
وفي غضون خمس دقائق، حملت جثة ديني من غرفة السلاح - وكان الدكتور ماكفي يلهث أثناء ذلك - ووضعت في عربة المشرحة. ثم أوقظ السائق، وعاد السير سيلوين والدكتور بيلشر إلى العربة، ووقف دارسي وستاوتن ينتظران عند الباب المفتوح، حتى تحركت العربات مقعقعة وغابت عن الأنظار.
وحيث كان ستاوتن يلتفت ليدخل المنزل، قال دارسي: «أعطني المفاتيح يا ستاوتن. سأوصد أنا الأقفال. أريد أن أستنشق بعض الهواء العليل.»
كانت الرياح قد هدأت الآن، لكن قطرات المطر الكبيرة الثقيلة كانت تتساقط على سطح النهر الأجوف تحت ضوء القمر المكتمل. كم مرة وقف فيها هنا وحيدا ليهرب من غرفة الموسيقى بلغوها وموسيقاها لدقائق قليلة. والآن، كان المنزل خلفه صامتا وقاتما، وذلك المشهد البديع الذي كان يجد فيه دوما السلوان والسكينة لم يعد بإمكانه أن يؤثر في نفسه. لا بد أن إليزابيث قد خلدت إلى الفراش، لكنه يشك أنها نائمة. كان دارسي في حاجة إلى الراحة التي يشعر بها في وجودها، لكنه يعرف أنها لا بد أن تكون منهكة، ولم يكن ليوقظها حتى ولو كان في أشد احتياج إلى سماع صوتها والشعور بحبها وطمأنتها له. لكنه حين دخل المنزل وأدار المفاتيح فيه، ومط جسده ليوصد المزاليج الثقيلة، شعر بضوء خافت آت من خلفه، وحين التفت وجد إليزابيث تنزل على الدرج ممسكة بشمعة في يدها، وتتجه نحو ذراعيه.
وبعد عدة دقائق من تنعمهما بالسعادة أثناء صمتهما، حررت إليزابيث نفسها من بين ذراعيه بحركة لطيفة وقالت: «عزيزي، لم تتناول شيئا من الطعام منذ العشاء وتبدو منهكا. لا بد أن تتزود ببعض الطعام لما تبقى من الليل. الكولونيل وتشارلز هنا بالفعل.»
لكنه حرم من سعادة التنعم بالفراش وكذلك حضن إليزابيث. ففي غرفة الطعام الصغيرة وجد بينجلي والكولونيل قد تناولا الطعام بالفعل، وأن الكولونيل كان عازما على تولي زمام الأمور مرة أخرى.
قال الكولونيل: «أقترح يا دارسي أن أقضي الليلة في حجرة المكتبة، وهي قريبة بما يكفي من الباب الأمامي بما يسمح لي أن أحرص على تأمين المنزل. وقد سمحت لنفسي أن آمر السيدة رينولدز بإحضار الوسائد وبعض الأغطية. وليس من الضروري لك أن تنضم إلي، إن كنت في حاجة إلى الحصول على قدر أكبر من الارتياح في فراشك.»
فكر دارسي أن الاحتياط من خلال البقاء بجوار الباب الأمامي الموصد ليس ضروريا، لكنه لم يكن ليسمح بأن ينام ضيف له قلقا، في حين يتنعم هو في فراشه. وحين شعر أنه لم يكن أمامه خيار آخر، قال: «لا يمكنني أن أفترض أن من قتل ديني سيتسم بالجرأة أو التهور، ويهاجم منزل بيمبرلي، لكنني سأنضم إليك بالطبع.»
Page inconnue