La mort de l'homme seul sur terre
موت الرجل الوحيد على الأرض
Genres
كانت أمه زكية تحس به حين يرتعش صوته وهو ينادي زينب، وترى عينيه وهما تبحثان عنها حين تغيب في الحقل، وتلمعان باللهب حين يلتقط صوتها قبل أن تدخل، والدم الساخن يصعد إلى رأسه بعد أن تدخل وتجلس إلى جوارها في المدخل الترابي أو أمام الفرن.
ذات ليلة، وهو راقد إلى جوارها فوق الحصيرة، سمعته يئن أنينا خافتا؛ همست في أذنه: ما لك يا جلال يا ابني؟!
همس في أذنيها دون أن يفتح عينيه: أريد زينب ابنة خالي يا أمي.
ردت وهي تغطيه وتربت على رأسه: سنزوجها لك يا بني حين تعود من الجيش.
ظلت زكية صامتة. رفع رأسه ونظر في عينيها رغم الظلمة الكثيفة التي تفصل بين جسديهما. رأى عينيها مفتوحتين وشاخصتين في الظلمة إلى الباب الحديدي البعيد المواجه لبابها. سأل مرة ثانية بصوت أخفى منه الرعشة: وزينب؟ ماذا فعلت بعد غياب كفراوي ونفيسة؟!
ردت أمه: زينب تشتغل الآن عند العمدة.
ارتعش صوته: ماذا تشتغل؟
ردت أمه: تكنس وتمسح وتغسل.
سرت الرعشة فوق ذراعيه وساقيه: وأين تبيت؟!
ردت زكية: تبيت معي هنا يا بني. إنها هنا، نائمة فوق الفرن. ابتلع ريقه، هدأت رعشة جسده. ضغط بكفيه على الأرض كأنما سينهض، لكنه ظل في مكانه. سأل أمه بعد صمت طويل: أعندك جلباب لي نظيف؟
Page inconnue