La mort de l'homme seul sur terre
موت الرجل الوحيد على الأرض
Genres
ظلت زكية تنظر إليه بعينيها السوداوين المفتوحتين أو المغلقتين، لا تدري أحلم أم حقيقة؟ مدت يدها في الظلمة لتلمسه؛ كان يتبدد كل ليلة حين تمد يدها ولا تقبض أصابعها إلا على الظلمة، لكن يدها هذه المرة أمسكت يدا من لحم ودم، يدا كبيرة ساخنة تشبه يد جلال. قربت اليد من وجهها، فدخلت أنفها رائحة ابنها التي لا تخطئها، رائحة تشبه رائحة ثديها أو لبنها قبل أن يجف الثدي ويجف اللبن.
هتفت بصوت ضعيف مبحوح وهي تضع وجهها في كفه: جلال ابني! أهو أنت؟!
دفن رأسه في صدرها: نعم يا أمي. أنا جلال.
مرت بكفها الكبيرة الخشنة فوق رأسه وعنقه وكتفيه وذراعيه وساقيه وقدميه تبحث عن جرح أو جزء مفقود.
همست: أنت بخير يا ابني؟
رد هامسا: نعم يا أمي أنا بخير، وأنت؟ هل أنت بخير؟!
ردت هامسة: نعم يا ابني، أنا بخير.
سأل وهو ينظر إليها بعينين قلقتين: ولكنك لست كما تركتك منذ أربع سنين.
قالت وهي تتنهد: الزمن يا بني. وأنت يا جلال لم تعد كما كنت، ماذا حدث يا بني؟
قال: لا شيء يا أمي، أنا متعب من السير الطويل، أريد أن أستريح.
Page inconnue