La mort de l'homme seul sur terre
موت الرجل الوحيد على الأرض
Genres
همس أحدهم في أذن الآخر: العمدة فصل الشيخ حمزاوي وعين شيخا آخر للجامع. هيا بنا قبل أن تفوتنا الصلاة.
دخل الاثنان الجامع ، ودخل خلفهما عدد من الرجال، وقفوا خلف الإمام الجديد، وبعض منهم يهمس لنفسه: «ليس لي أن أعترض ما دام القرار قد صدر من الجهات العليا.» والبعض الآخر يقول لنفسه: «جميعهم سواء وليس لي إلا أن أصلي خلف أحدهم.»
لم يبق خارج الجامع إلا بعض الرجال، نسوا الصلاة ونسوا كل شيء، ووقفوا يستمتعون بالفرجة على الضارب والمضروب سواء بسواء، لا يهمهم من هو الضارب أو من هو المضروب، وإنما هي تلك المتعة الإنسانية الغريبة لأي صراع بين قوتين، كصراع الثيران، أو سباق الخيول؛ متعة يدفع البعض من أجلها الكثير، يتلهون بمشاهدة الصراع في العالم الخارجي عن الصراع الداخلي في أنفسهم.
سقطت عمامة الشيخ حمزاوي على الأرض، داستها الأقدام، وتمزق قفطانه، وسال الدم من أنفه وفمه، وهو يصيح بغضب: يا كفرة! يا من لا تعرفون الله! أتضربون رجل الله الذي كرس حياته لخدمة بيت الله؟!
قال واحد من المتفرجين: إذا كان هو رجل الله، فلماذا لا يدافع عنه الله ويتركه يضرب بهذا الشكل؟
رد آخر: ومن قال إنه رجل الله؟ إنه ليس رجل الله!
تساءل واحد آخر في غضب مدافعا عن الشيخ: وكيف عرفت أنه ليس رجل الله؟ إنه رجل الله!
ورد الرجل في غضب: وكيف عرفت أنه رجل الله؟ إنه ليس رجل الله!
واشتبك الرجلان بالأيدي في عراك: لكن أحد الرجال وقف بينهما وهو يقول: لا أنت ولا هو الذي يعرف أنه رجل الله أو ليس رجل الله.
وتساءل الرجل: ومن هو الذي يعرف؟
Page inconnue