Encyclopédie de l'Égypte ancienne
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Genres
إن وادي النيل قبل تنظيمه الذي جاء تدريجيا، كان مغطى جزئيا بالمستنقعات التي كان ينمو فيها البردي والبشنين بكثرة. وهذه النباتات كان فقراء المصريين يعيشون على لبابها وحبوبها في عصور التاريخ المصري، هذا إلى أنها كانت ترعاها البهائم، ولا نزال نشاهد إلى يومنا هذا في مستنقعات الدلتا السفلية لبلاد كلديه نوعا من الحياة الفطرية، إذ يعيش سكانها على تربية الماشية، فالسكان هناك يتجولون في المستنقعات بجاموسهم ويأكلون ما تأكله أنعامهم، وينحصر ذلك في نبات الغاب والقصبات اللينة، ويتخذون مأوى لهم أكواخا من الغاب على الجزر أو أشباه الجزر، ومن المحتمل أن المستنقعات التي بقيت زمنا طويلا في الدلتا كانت تستعمل في فصل الصيف مراعي للقطعان التي كانت تفد من المناطق الزراعية في هذا الفصل، ثم تعود ثانية عند حلول الفيضان. وكذلك كان الحال في الوجه القبلي، إذ كان شريط الأرض الذي يقع بين الأراضي المغمورة بالفيضان وبين الصحراء يتخذ مرعى لتربية الحيوان الصغير، غير أنه تجب هنا ملاحظة أن انتقال القطعان إلى الدلتا لم يكن في عهد الأسرة السادسة، وهو عصر ازدياد سلطان الأشراف وانتشار ضياعهم واستثمار الأراضي الصالحة للزراعة بالري الصناعي.
الحيوانات التي كانت تنتخب لترويضها وتربيتها
وهي التي كان يجتهد المصري في استئناسها لما تنتجه، أو لمساعدته؛ فمنها الثور والبقرة، والعجول. وكلها من النوع الأفريقي مختلفة القرون، وعلى أثر حدوث طاعون الحيوان في البلاد كان المصريون يجلبون أنواعا جديدة من أفريقيا وآسيا، كما تدل على ذلك النقوش،
141
ولا أدل على ذلك من الثيران التي أحضرها الفرعون «سحورع» عند غزوه بلاد لوبيا، وكذلك ما ذكره «بيي ناخت» في رحلته (انظر ص 389 من الجزء الأول).
ولا تكاد تخلو مقبرة من مقابر عظماء القوم في الدولة القديمة من منظر ذبح الثيران، أو سحبها للذبح، سواء أكانت من الثيران ذات القرن الطويل، أم الثيران التي لا قرن لها. ويجب أن نشير هنا إلى أن عملية ذبح الثور لأجل القربان كانت تجري حسب قواعد وشعائر خاصة لا بد من اتباعها بكل دقة.
142
أما جلود الثيران فكانت تدبغ وتستعمل لصنع النعال وفي صناعة السفن وغير ذلك، أما أنواع الغزلان والمها والظباء فإنها كانت تستأنس وتسمن للذبح. وتوجد في مقبرة «مروكا» أنواع للغزلان والمها مربوطة إلى المذاود في شكل ينبئ باستئناسها وتسمينها للذبح. وقد شوهد على قطعة من الحجر رسم يبين كيفية ذبح مهاة في ميدوم.
143
الخنزير:
Page inconnue