Encyclopédie de l'Égypte ancienne

Salim Hasan d. 1381 AH
106

Encyclopédie de l'Égypte ancienne

موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي

Genres

رئيس الأطباء «ني عنخ سخمت» يقول في حضرة جلالته: ليت شخصك المحبوب من «رع» يأمر بأن أمنح بابا وهميا من الحجر لقبري هذا الذي في الجبانة، وقد أمر جلالته بأن يؤتى له ببابين من حجر طرة، وأن يوضعا في قاعة مجلس البيت المسمى «سحورع يضيء بالتيجان»، وأن يعطيا لكاهني منف العظيمين وصناع الجبانة، وأن يقوم العمل لإعدادهما في حضرة جلالة الملك نفسه، وقد قام العمل فعلا كل يوم، وكان يفحص ما أنجز يوميا في البلاط، وبعد ذلك لونهما جلالته ثم صقلهما باللون الأزرق.

وقال جلالته لرئيس الأطباء «ني عنخ سخمت»: ما دام أنفي سليما والإلهة تحبني فإني أتمنى لك أن تذهب إلى الجبانة بعد عمر طويل مقربا، وقد دعوت للملك كثيرا وصليت لكل إله من أجل «سحورع»؛ وذلك لأنه يعرف كل رغبات أتباعه. على أن كل شيء يتفوه به جلالته ينفذ؛ لأن الإله وهبه معرفة الأشياء التي في باطن الإنسان، ولأنه مبجل أكثر من أي إله، فإذا كنت تحب «رع» فعليك أن تدعو كل إله من أجل «سحورع» الذي فعل ذلك لي، ولقد كنت مقربا عنده، هذا فضلا عن أني لم أفعل أي شيء يضر بإنسان ما.

ولا غرابة في أن نرى رئيس الأطباء يدون مثل هذا النقش على باب وهمي أهداه إليه الفرعون اعترافا منه بالجميل، ليدلل أولا على حظوته عند الملك ، وثانيا لأن تلك المحاجر كانت خاصة بالملوك، ولم يكن في مقدور الأفراد أن يقوموا بقطعها ونقلها منها؛ وذلك لكثرة التكاليف، فكان الفرعون هو الذي يهب من يشاء من رجال دولته القطع اللازمة لإقامة مقابرهم، وقد بقيت محاجر طرة وقفا على الملوك وأسرهم ومن هم في ركابهم فقط، وربما كان «اسم الحجر السلطاني» الذي يطلق على أحجار طرة حتى الآن قد جاءنا من عهد الفراعنة، والظاهر أن الفرعون عندما كان يهب عظماء دولته حجارة من هذه البقعة أو غيرها من المحاجر كان يأمر بكتابة اسم صاحب الأحجار بالمداد الأحمر بالخط الهيراطيقي على كل حجر بقطع ثم توزع على أصحابها في الجبانة، وقد عثر على مقابر فيها أحجار قطعت من طرة، منقوش على ظهرها اسم صاحب المقبرة، فقد وجدنا مثلا في جبانة الجيزة أحجارا باسم «وب أم نفرت» صهر الملك «نوسر رع» وكذلك وجد اسم «رع ور» على كثير من أحجار مقبرته بالجيزة أيضا، وهو من عهد الملك «نفر إر كا رع» ثالث ملوك الأسرة الخامسة وهكذا.

وكذلك كانت أحجار معابد الملوك وأهرامهم تعلم بالمداد الأحمر باسم الفرعون وباسم المكان الذي كانت ستوضع فيه، وأحيانا مقاييسها، كما نشاهد بين الأحجار التي عثر عليها بجوار الهرم الأكبر وأهرام سقارة نفسها.

ولا يبعد أن تكون المناظر الحربية التي بين الآسيويين والمصريين التي على مقبرة «إنتا» في دشاشة ترجع إلى عهد ذلك الملك الحربي. إذ في هذه النقوش نشاهد المصريين يغزون مكانا في آسيا يسمى «نديا» (لا يعرف موقعه)، والمناظر توضح لنا تماما أطوار الحرب المختلفة في صور ساذجة، فنرى أولا المصريين يحاربون الآسيويين محاربة القرن للقرن والرجل للرجل ثم ينتهي الأمر بانتصار المصريين، وعلى أثر ذلك يفر الآسيويون ويحتمون بقلعة «نديا » فيحاصر المصريون محاصرة فنية منظمة ثم يتغلبون عليها فيثقبون جدرانها بوساطة خوابير مدببة من الخشب. ثم يستعملون سلاليم طويلة للهجوم النهائي على القلعة، وبعد ذلك يقبل المنهزمون على رئيسهم فيخبرونه بمصير القلعة فيشد شعر رأسه يأسا، وفي أثناء ذلك نشاهد النساء يحملن القتلى ويسعفن الجرحى، وبعد النصر النهائي نرى المصريين يقودون عددا كثيرا من الأسرى رجالا ونساء وأطفالا. ويحتمل جدا أن تكون هذه الجملة هي المذكورة على جدران المعبد الجنازي لهذا الملك في أبي صير ومما يحملنا على هذا الظن أن حملة الملك هذه ضد آسيا لم توصف بالتفصيل ولم يمثل منها على جدران المعبد غير خروجها من مصر ورجوع الجيش منتصرا؛ إذ نجد الفرعون على رسوم المعبد يتقبل غنائم الآسيويين وفي حضرته شخصيات عظيمة من رجال بلاطه كل ثلاثة يكونون جماعة، ومن بينهم جماعة من موظفي ضياع القصر الملكي عددهم ثلاثة أيضا، وكذلك نجد فصائل من الجنود كل فصيلة تحمل شعارا خاصا مثل: «ما أجمل سحورع أمام الزينة»، ومثل: «ما أعظم حب سحورع». (3) الملك نفر إر كا رع «كاكاو»

تولى الملك بعد وفاة «سحورع» الملك «نفر إر كا رع»، ولم تبق لنا الأيام من هرمه ومعبده الذي أقامه لنفسه في أبي صير إلا بعض كتل منقوشة عليها ألقاب وأسماء بعض الموظفين المعاصرين له، واسم معبده «مقر رع المحبب»، واسم الهرم «نفر إر كا رع» ظاهر وتدل الآثار التي وجدت بعده على أنه كان ملكا محببا لدى رجال بلاطه، وأنه كان يعنى عناية خاصة بالمحافظة على معابد أجداده، ويبذل الهبات للآلهة، وقد ذكر لنا حجر بلرم بعض هذه الهبات، ومنها هبة عظيمة أوقفت باسم التاسوع المقدس أطلق عليها اسم «نفر إر كا رع» المحبوب من التاسوع المقدس، وأوقاف أخرى لأرواح عين شمس سماها «نفر إر كا رع محبوب أرواح عين شمس»، وهذه الأوقاف كانت تحتوى على 251س» أرورا

2

في المقاطعة 14 من الوجه البحري تحت إشراف كاهنين عظيمين من كهنة عين شمس، وكذلك قدم للإله «رع» مذبحا وللإلهة «حتحور» مذبحا و210 قرابين مقدسة و203 قرابين من الخبز والنبيذ ... وفلاحين تابعين لهذه الآلهة، وقدم لها كذلك تمثالا من الذهب المخلوط بالفضة. كل ذلك كان في السنة الأولى من حكمه، وقد قرب قربانا أخرى، وأوقافا غير أنه بكل أسف نجد الحجر هنا مكسورا.

ومما سبق يمكننا أن نلاحظ أن اهتمام الفرعون كان عظيما بآلهة عين شمس وتاسوعها والإلهة «حتحور» مما يؤكد لنا تماما ميل هؤلاء الملوك إلى عبادة الشمس ومقرها بلدة عين شمس، يضاف إلى ذلك أن عبادة الفرعون في عهد الأسرة الخامسة كانت لها المكانة الأولى بعد الإله «رع»، فلم يكن يحتفل بها في معابد الملك فحسب، بل كان يحتفل بها كذلك في كل معابد الآلهة في طول البلاد وعرضها حيث كان يقدم - كما ذكرنا - موائد قربان أو مذابح للإله «رع» وللإلهة «حتحور» والملك معا.

ولقد بلغ اهتمام هذا الفرعون بمعابد الآلهة أنه كان يصدر المراسيم لحكام جهات القطر بالمحافظة على حقوق المعابد، وما لها من ضروب الأعفاء من الأعمال، والميزات التي كانت تتمتع بها، ويعد هذا المرسوم أقدم وثيقة عثر عليها من هذا النوع إلى الآن وهو كما يأتي: «حور أوزير كا» و«نفر إر كا رع».

Page inconnue