Encyclopédie de l'éthique, de la piété et des subtiles nuances
موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق
Genres
نصح إبراهيم أباه بأسلوب عذب رقيق تبدأ كل جملة فيها بكلمة يا أبت: {واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا (41) إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا (42) يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا (43) يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا (44) يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا (45) قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا (46) قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا (47)} [مريم: 41 - 47].
طاعة لأمي
عن محمد بن سيرين قال: بلغت النخلة في عهد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ألف درهم.
قال: فعمد أسامة بن زيد إلى نخلة فعقرها (قطعها ) فأخرج جمارها (قلب النخلة) فأطعمه أمه، فقالوا له: ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم؟
قال: إن أمي سألتنيه، ولا تسألني شيئا أقدر عليه إلا أعطيتها.
أحمد بن حنبل
لما بلغ الخامسة عشرة من عمره، جاء إلى بغداد عالم كبير، وأقام في الضفة المقابلة لدار
أحمد بن حنبل
، وفاض نهر دجلة، وارتفع ألموج حتى أدرك قصر الرشيد، فتركه إلى قصر بعيد، ولكن طلاب العلم هرعوا إلى الضفة الأخرى في الزورق، وأبى
أحمد بن حنبل
حين دعاه زملاؤه إلى العبور قائلا: أمي لا تدعني أركب الماء في هذا الفيضان، وترك العبور وعاد إلى أمه لتطمئن عليه.
وكم كان أحمد بارا لأمه! لقد أبى الزواج ليتفرغ لخدمة أمه، فما تزوج إلا بعد أن ماتت وكان قد بلغ أكثر من ثلاثين عاما، لكيلا يدخل على الدار سيدة، أبى أن تنازع أمه السيادة على الدار.
لقد أدرك منذ نشأ أن أمه في سبيل توفير حياة كريمة له رفضت الخطاب من أجله، فحرص أن يعوضها، وبذل كل جهده في الدروس حتى حصل علوما ومعارف كثيرة في سن صغيرة معتمدا على نفسه.
Page 27