Encyclopédie de l'éthique, de la piété et des subtiles nuances
موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق
Genres
عبد الله بن الزبير بن العوام كان يسمى حمام المسجد .. الربيع بن خثيم كان يقول: إني لآنس بصوت عصفور المسجد من أنسي بزوجتي، وكان -رحمه الله- بعدما سقط شقه يهادي بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان أصحاب عبد الله بن مسعود يقولون: يا أبا يزيد، قد رخص الله لك، لو صليت في بيتك فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته # ينادي: حي على الفلاح، فمن سمع منكم: حي على الفلاح، فليجبه ولو زحفا، ولو حبوا.
وعن أبي حيان التيمي عن أبيه: أصاب الربيع الفالج (الشلل) فكان يحمل إلى الصلاة، فقيل له: إنه قد رخص لك، قال: قد علمت، ولكن أسمع النداء بالفلاح.
الحرص على صلاة الفجر
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما قام الليل كله" [مسلم].
انظر إلى الصحابي الجليل الحارث بن حسان، تزوج في ليلة من الليالي، فحضر صلاة الفجر مع الجماعة. روى الإمام الطبراني عن عنبسة بن الأزهر قال: تزوج الحارث ابن حسان وكان له صحبة، فقيل له: أتخرج وإنما بنيت بأهلك في هذه الليلة؟ فقال: والله إن امرأة تمنعني من صلاة الغداة في جمع لامرأة سوء.
وعن هشيم عن أبيه قال: فقد عمر رجلا في صلاة الصبح، فأرسل إليه فجاء، فقال: أين كنت؟ فقال: كنت مريضا، ولولا أن رسولك أتاني لما خرجت، فقال عمر: فإن كنت خارجا إلى أحد، فأخرج للصلاة.
وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يمر في الطريق مناديا: الصلاة الصلاة -يوقظ الناس لصلاة الفجر- وكان - رضي الله عنه - يفعل ذلك كل يوم.
وروى ابن سعد عن الحسن يحدث عن خروج علي في اليوم الذي طعن فيه من بيته، حيث يقول: فلما خرج من الباب نادى: أيها الناس الصلاة الصلاة، كذلك يفعل في كل يوم، ومعه درته يوقظ الناس (¬1).
وقال علي بن بكار: مذ أربعين سنة ما أحزنني إلا طلوع الفجر، لو قمت في السحر لرأيت طريق العباد قد غص بالزحام، لو وردت ماء مدين، وجدت عليه أمة من الناس يسقون.
وقال أبو الزناد: كنت أخرج من السحر إلى مسجد النبي فلا أمر ببيت إلا وفيه قارئ.
Page 134