وتأمل قوله ﷺ: «اللسان فيها أشد من وقع السيف» يقول القاضي عياض: «أي: وقعه وطعنه على تقدير مضاف، ويدل عليه رواية: (إشراف اللسان) أي: إطلاقه وإطالته أشد من وقع السيف، لأن السيف إذا ضرب به أثَّر في واحد، واللسان تضرب به في تلك الحالة ألف نسَمَة (^١).
وقال القرطبي ﵀: (قوله: «اللسان فيها أشد من وقع السيف»: أي: بالكذب عند أئمة الجور، ونقل الأخبار إليهم، فربما ينشأ عن ذلك من النهب والقتل والجلد والمفاسد العظيمة أكثر مما ينشأ من وقوع الفتنة نفسها) (^٢).
ومن الأحاديث التي أشارت إلى خطر الكلمة في الفتنة حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «ستكون فتنة صَمَّاءُ بَكْمَاءُ عَمْيَاءُ من أشرف لها اسْتَشْرَفَتْ له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف» (^٣).