Position sur la métaphysique
موقف من الميتافيزيقا
Genres
18
فأية عبارة وصفية كائنة ما كانت، مثل «ملك فرنسا» و«مدير الجامعة» ... إلخ «لا ينبغي أن يفرض فيها أنها ذات معنى وهي بمفردها، ولا يكون تعريفها ممكنا إلا إذا وضعت في سياق.»
19
فإذا أردنا تعريف عبارة وصفية فلا يجوز لنا أن نحاول تعريفها في ذاتها كوحدة قائمة وحدها، بل لا بد أن نعرف القضية كلها التي وردت فيها العبارة الوصفية؛ لأن العبارات الوصفية «رموز غير كاملة».
20
فافرض مثلا أننا نريد تعريف عبارة «ملك فرنسا»، عندئذ يجب وضعها أولا في جملة، مثل: «ملك فرنسا عاقل.» ثم نأخذ في تحليل هذه الجملة إلى القضايا الثلاث الآتية: (1) هنالك شخص واحد على الأقل هو ملك فرنسا. (2) وهنالك شخص واحد على الأكثر هو ملك فرنسا. (3) وأيا من كان ملك فرنسا فهو عاقل.
ولكي ترى أن تعريف عبارة «ملك فرنسا» وحدها غير ممكن، اطرح لفظة «عاقل» - في المثل السابق - من المعرف ومن التعريف معا، وبديهي أن ما يتبقى لديك من التعريف بعد حذف «عاقل» منه، هو التعريف المطلوب للمعرف بعد حذف «عاقل» منه أيضا، فينتج لديك من عملية الطرح هذه، أن تعريف «ملك فرنسا» هو: «هنالك شخص واحد على الأقل هو ملك فرنسا، وهنالك شخص واحد على الأكثر هو ملك فرنسا، وأيا من كان ملك فرنسا فهو»، وبديهي أنك لا تستطيع أن تستخدم هذا التعريف في كل الحالات التي تستخدم فيها المعرف، فلو كان ملك فرنسا واقفا أمامك وأنت تستطيع أن تشير إليه بإصبعك قائلا: هذا ملك فرنسا، لكنك لا تستطيع أن تشير إليه قائلا: هذا هنالك شخص واحد على الأقل ... إلى آخر التعريف، وهذا وحده كاف للدلالة على أن التعريف ليس مساويا للمعرف، أي إنه بعبارة أخرى ليس تعريفا صحيحا.
الرمز الكامل هو ما دل حتما على شيء مرموز له، وما دامت العبارة الوصفية ليست رمزا كاملا، فلا يتحتم أن يكون لها مسمى بين أشياء العالم الواقع، ومن ثم جاز أحيانا أن نصادف كلاما نفهمه دون أن يكون له مدلولات خارجية، ومن ثم أيضا يزول الإشكال المنطقي القديم الذي حير الفلاسفة وأربكهم وأوقعهم في كثير من الخطأ، وهو: كيف يمكن أن يكون لدينا أسماء ولا يكون لها مسميات؟ لذلك كنت تراهم بمجرد وجود الاسم أمامهم، يفرضون وجود مسماه حتى ولو لم يقع لهم ذلك المسمى في مجال خبرتهم، وهكذا نشأت الكائنات الكثيرة الوهمية التي يجعلها الميتافيزيقيون موضوعات لأبحاثهم، مع أنها منذ البداية وهم خلقته اللغة خلقا على غير أساس مقبول. يقول الأستاذ «آير»: يبدو لي أن إحدى المزايا العظيمة لنظرية «رسل» في العبارات الوصفية، هي أنها تلقي ضوءا على استعمال طائفة معينة من العبارات في حديثنا المألوف، وتلك نقطة لها أهمية فلسفية؛ ذلك لأنه حين بين أن عبارات مثل «الملك الحالي لفرنسا» لا تؤدي وظيفة اسم العلم، قد فضح المغالطة التي أدت بالفلاسفة إلى الاعتقاد بموجودات ضمنية
Subsistent entities .»
21
Page inconnue