Mawarid al-Dhaman li-Durus al-Zaman
موارد الظمآن لدروس الزمان
Numéro d'édition
الثلاثون
Année de publication
١٤٢٤ هـ
Genres
أَوْجَاعَهُ وَحَقَّقَ بِكلِ الأَنَامِ إِيَقاعَهُ وَلَمْ يَمْلِكْ أَحَدٌ مِنْ الْخَلْقِ دِفَاعَهُ فَخَفَقَ مِن الْمَنُزِولِ به فُؤادُهُ وَرَحِمَهُ أَعْدَاؤُهُ وَحُسَّادُه وَقَرُبَ عَنْ أَهْلِهِ وَوَطَنِهِ بِعَادُهُ والْتَحَقَ بِذُلّ الْيُتْمِ أَوْلادُه فيالَهُ مِنْ وَاقِعٍ فِي كُرَبِ الْحَشَارِجِ إلى أَنْ أَدْرِجَ فِي تَلْكَ الْمَدَارِج وَقَدِمَ عَلَى الله ذِي الْمَعَارِج فِي مَنْزِلَ لا يَبْرَحُ مِنْهُ مَنْ نَزَلَهُ حَتَّى يَلْحَقَ آخِرُ الْخلقِ أَوَّلَهُ فَانْتَبِهُوا رَحَمَكُمْ اللهُ قَبلَ أَنْ يَصلَكُمْ الدُّورُ واسْتدْركوا مَا فَاتَكمْ ومَا قَصَّرْتَمْ بِهِ مِن الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ عَلى الْفَورِ. أَفَيَظُنُّ ظَانٌّ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ لِيُهْمِلَهُ.
كَلا واللهِ لَيَبْعَثَنَّ الْخَلْقَ بَعْدَ مَا أَمَاتَهُ وَلَيَسْأَلَنَّ عَنْ الرَّسُولِ وَمَنْ أَرْسَلَه وَلَيُوَفِيَنَّ كُلَّ عَامِلٍ مَا عَمِلَهُ.
اللَّهُمَّ يا مَنْ لا تَضرُّهُ الْمَعْصِيةُ ولا تَنْفعُهُ الطَّاعةَ أيْقِظْنَا مِنْ نَومِ الْغفلةِ وَنَبِّهْنَا لاغْتِنَامْ أَوْقَاتِ الْمُهْلَةِ وَوَفِّقْنَا لِمَصَالِحِنَا واعْصِمْنَا من قَبِائِحِنَا ولا تُؤاخِذْنَا بما انْطَوَتْ عليهِ ضَمَائِرُنَا واكَنَّتْهُ سَرائِرُنَا مِنْ أَنْواعِ الْقَبَائِحِ والْمعائِبِ التي تَعْلَمُها مِنا، وامنُنْ علينا يا مولانا بتوبةٍ تَمْحُو بِهَا عَنَّا كُلِّ ذَنْبِ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ والْمَيِّتِنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعيِنَ.
تَبَيَّنَ ثَغْرُ الْفَجْرِ لَمَّا تَبَسَّمَا ... فَسُبْحَانَ مَنْ في الذِّكْرِ بَالْفَجْرِ أَقْسَمَا
فَصَلِّ عَلَى الْمَبْعُوثِ لِلْخَلْقِ رَحْمَةً ... عَسَى شَمَلَتْنَا أَوْ لَعَلَّ وَرُبَّمَا
كَمَا شَمَلَتْ آل الرسُولِ وَصَحْبِهِ ... فَأكْرِمْ بِهِمْ آلًا وَصَحْبًا وَأَعظِمَا
أَتَى بَالْهُدَى نُورًا إِلَيْنَا وَنِعْمَةً ... وَقَدْ كَانَ وَجهُ الكَوْنِ بالشِّرْكِ مُظْلِمَا
فَجَلَّى بَأَنْوَارِ الهُدَى كُلَّ ظُلْمَةٍ ... وَأَطْلَعَ في الآفَاقِ لِلدِّينِ أَنْجَمَا
أَتَى بِكِتَابٍ أَعْجَزَ الْخَلْقَ لَفْظَهُ ... فَكُلُ بَلِيغ عُذْرُهُ صَارَ أَبْكَمَا
تَحَدَّى بِه أَهَلَ البَلاغَةِ كُلَّهُمْ ... فَلَمْ يَفْتَحُوا فِيمَا يُعَارِضُهُ فَمَا
حَوىَ كُلَّ بُرْهَانٍ عَلَى كُلِّ مَطْلَبٍ ... وَيَعْرِفُ هَذَا كُلُّ مَنْ كَان أَفْهَمَا
1 / 227