Mawarid al-Dhaman li-Durus al-Zaman
موارد الظمآن لدروس الزمان
Numéro d'édition
الثلاثون
Année de publication
١٤٢٤ هـ
Genres
فَلَيْسَ الزُّهْدُ في الدُّنْيَا خُمُولًا
فأنْتَ بها الأميرُ إذا رَهِدْتَا
فَلَوْ فَوقَ الأَمِيرِ يكُونُ عَالٍ
عُلُّوًا وارْتِفَاعًا كُنْتَ أَنْتَا
فإنْ فارَقْتَهَا وَخَرجْتَ منها
إلى دارِ السَّلامِ فقد سَلِمْتَا
وإنْ أكْرَمْتَها وَنَظَرْتَ فِيهَا
بَإجْلالٍ فَنفسَكَ قَدْ أَهْنَتَا
جَمَعْتُ لَكَ النَّصَائحَ فَامْتَثِلْهَا
حَيَاتَكَ فَهِيَ أَفْضَلُ مَا امْتَثَلْتَا
وَطوَّلْتُ العِتَابَ وَزِدْتُ فيهِ
لأَنَّكَ في البَطَالةِ قَدْ أَطَلْتَا
فَلا تَأْخُذْ بَتَقْصِيرِي وَسَهْوي ... وَخُذْ بِوَصِيَّتِي لَكَ إِنْ رُشِدْتَا
وَقَدْ أَرْفَقْتُهَا سِتًّا حِسَانًا ... فَكَانَا قَبْلَ ذَا مِأةً وَسِتًّا
وَصَلَّى اللهُ مَا أَوْرَقْ نَضَارٌ ... عَلَى الْمُخْتَارِ في شَجَرٍ وَحَنَّا
اللَّهُمَّ يَا مَنْ خَلَقَ الإِنْسَانَ في أَحْسَنِ تَقْويمٍ وَبِقُدْرَتِهِ التي لا يُعْجِزُهَا شَيْءٌ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِي رَمِيمٌ نَسْأَلُكَ أَنْ تَهْدِينَا إِلى صِرَاطِكَ الْمُسْتِقيمِ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصَّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ والصَّالِحِينَ، وَأَنْ تَغْفِرْ لَنَا وَلِوالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْياءِ مِنهُم وَالمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين.
موعظة: عباد الله سَيَصْحُو السَّكرانُ من سُكْره، حِينَ لا يُمْكِنِهُ تَلافي أَمْرهْ وَسَيْنَدَمُ المضيع على تَضْييعه، إِذَا قَابلَهُ أَمْر صَنِيعهْ، وَسَيُقْصرُ الأَمَلَ من أمله وقْتَ هجُومِ أجَله، وتعذر الزيادة في عَمَله، والخروج من بين مالهِ وَأَهْلِهْ.
1 / 103