[بعض من الحكم والمواعظ المروية عنه (ع)]
ومن مواعظه [عليه السلام]: (يابن آدم، عف عن محارم الله تكن عابدا وارض بما قسم الله تكن غنيا وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك بمثله تكن عدلا، إنه كان بين أيديكم قوم يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا ويأملون بعيدا، أصبح جمعهم بورا وعلمهم غرورا ومساكنهم قبورا.
يابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ بما في يديك لما بين يديك، وإن المؤمن يتزود، والكافر يتمتع ثم يتلو قوله تعالى: ?وتزودوا فإن خير الزاد التقوى?[البقرة:197].
وجاء إليه رجل يسأله ويشكو حاله وقلة ذات يده بعد الإثراء فقال [عليه السلام]: يا هذا حق سؤالك يعظم علي، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله قليل، فإن قبلت الميسور رفعت عني مؤنة الاحتفال والاهتمام بما أتكلفه من واجبك؛ فقال : يابن رسول الله، اقبل القليل واشكر العطية واعذر على المنع. فدعا الحسن [عليه السلام] وكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقضاها فقال: هات الفاضل، فأحضر خمسين ألف درهم، ثم قال: ما فعلت الخمسمائة دينار التي معك؟
قال: هي عندي.
قال: فأحضرها -فدفع الدراهم والدنانير إليه واعتذر منه.
وروى أبو الحسين المدائني قال: خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر حجاجا، فلما كانوا ببعض الطرق جاعوا وعطشوا وقد فاتهم أثقالهم، فقصدوا عجوز في خباء عندها شويهة في كسر الخباء؛ فقالت: احتلبوها وامتذقوا لبنها، ففعلوا وقالوا: هل من طعام؟
Page 111