[خطبة وزواج الزهراء وخطبة رسول الله (ص) في ذلك]
ونقل الشيخ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان [يرفعه] إلى أنس قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فغشيه الوحي، فلما أفاق قال لي: ((يا أنس، أتدري ما جاءني به جبريل عليه السلام؟))
قلت: بأبي وأمي ما جاءك به جبريل؟
قال: ((قال لي: إن الله تبارك وتعالى أمرك أن تزوج فاطمة من علي)) فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعدتهم[17أ] من الأنصار، فدعوتهم فلما أخذوا مجالسهم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب إليه من عذابه، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، إن الله عز وجل جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا وحكما عادلا وخيرا جامعا وشج بها الأرحام وألزمها الأنام؛ فقال عز وجل: ?وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا?[الفرقان:54] وأمر الله يجري إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره ?لكل أجل كتاب، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب?[الرعد:38،39]، ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي، على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك على السنة القائمة والفريضة الواجبة، فجمع الله شملهما وبارك لهما وأطاب نسلهما وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الآمنة)).
Page 105