Matlac Budur
مطلع البدور ومجمع البحور
حلفت أنك أذكى من حوى قلما ... ينشي البديع وأزكا من نحا أدبا وعلى الجملة فما رأى مثل نفسه، ولا رأيت نظيره، فما أشبه يومه في الفضل بأمسه، وإلى الله المشتكى من دهر أبعدني عنه، فما ذكرت قطر سكناه إلا وجفوني تقطر، ولا تفكرت في مجالس أنسه إلا وعليها سحاب شوقي تمطر.
من لي بقيلة ذاك الباب تأدية ... فاغتدى ساجد الأمداح مقتربا
عبد الرحمن بن محمد الحيمي أعاد الله علي أيام أفراحي بقربه، وعمر فؤادي الخافق بجناح الشوق لفراقه بحبه، فلا أنسى جميل أياديه، وما استفدته من عوارف المعارف في سدته العلية وباديه:
إذا تذكرتها ناديت من حرق ... ودمع عيني على الخدين في سبق
يا جنة فارقتها النفس مكرهة ... لولا الترجي لأفنت لوعتي رمقي
ثم اذكر الثالث الوارث مجد آبائه لا عن كلالة، فأكرم بفخري الموروث والوارث، روضة العلم المتفتقة أكمامها عن أفانين الكلام، وربوة الأدب ذات القرار العالية على شامخ يذبل وشمام، بدر المنير الطالع في أشرف الدرج، وبحر البلاغة الذي صدق من قال حدث عن البحر ولا حرج، فاضل يطير قلبي عند ذكره، وأسلسل أحاديث المعالي عن حسي نظمه ونثره، جمال الإسلام الذي أحيا مأثري أسلافه، وحوى فصول البدائع الجامعة لأنواع البيان وأصنافه.
إني إذا صغت في قاضي القضاة حلا ... مدحي يظهر فكر بارع وفم
Page 185