Matlac Budur
مطلع البدور ومجمع البحور
قال السيد العلامة، شمس الإسلام، أحمد بن عبد الله بن الوزير - رحمه الله تعالى -: ولا بد من زيادة يعرف بها تأريخ وفاته وحاله بعد ذلك، مولده - رحمه الله - يوم الجمعة منتصف شهر محرم سنة اثنتين وستين وثمانمائة، ولم يزل - رحمه الله - على ما وصفه به صنوه - رحمه الله - من محاسن الخلال وجلالة الأحوال، ولما سطعت أنوار الدعوة المنصورية دعوة محمد بن علي السراجي - صلوات الله وسلامه عليه - كان سيدي أحمد أول من لبى نداءها، وأعظم الأركان الذي تشيد به هداها، ناصر وعاضد، ونابذ وجاهد، وجمع وحشد، وجد واجتهد، لا سيما أيام المحطتين على صنعاء المحروسة بالله، وقيام الإمام لحرب السلطان فإنه قام أتم القيام، ونفع أتم النفع، في حشد /83/ الجنود، وجمع العروض والنقود، وكان عند الإمام - عليه السلام - وعند العظماء من أهل تلك العصور والأعوام بالمحل المنيف والمنزلة العالية، وكان السلطان ينحرف عنه، ويبغضه لما سبق منه من السعي في حربه ، ويتحامل على أهله بسببه، فلما نقل الأشراف من صنعاء نقله إلى (تعز)، فتعاورته الآلام، وتداولته الأسقام، وهو مع ذلك مقيم على التدريس في جامع تعز، ومنقطع إلى الإقراء وتحصيل الكتب بخطه، وكان والده السيد صارم الدين يرق له، فأكثر شعره في أيام تلك المحنة إليه، فمنه:
على أحمد منا سلام مضاعف ... سلام خليل غاب عنه خليله
وقفنا على نظم أتى منه رائق ... تضمن ما يشفي القلوب فصوله
وبالغ في شكوى تفرق(1) شملنا ... وشق به أمر البعاد وهوله فاذهب عنه الله ذلك عاجلا ... فقوته تكفيه ذاك وحوله
Page 157