Matlac Budur
مطلع البدور ومجمع البحور
قلت: وعلى ذكر قراءته - رحمه الله تعالى - (الكشاف)، بلغني أنه رأى قبل فتحها بيويمات(1) أن الزمخشري - رحمه الله - درس في (الكشاف) بالجامع، لعله في الموضع الذي قرأوا فيه ولم أتحققه، رجعنا إلى كلام ولده: ولما ظفر بالقاضي عبد الهادي الحسوسة أيام إقامته بصنعاء حاكما، وهو الرحلة في علم الكلام، أعاد عليه سماع كتب الكلام من (الخلاصة) إلى (تذكرة /74/ ابن متويه)، وجملة ما قرأ عليه ثلاثة عشر كتابا من الكبار، وكان القاضي عبد الهادي يقول: ما رأيت ممن قرأ علي على كثرتهم مثل القاضي إبراهيم، وكان له أحوال في الدرس والتدريس يختص به، كان يقوم إلى الجامع من آخر الليل، فإذا صلى الفجر وضعت له الإزار مطوية على نحو ثوب حتى تكون كالوسادة الصغيرة، فيقعد عليها قعدة واحدة من عقيب الفجر إلى أن يتعالى النهار، يقرأ عليه في (الأزهار) طلبة يزيدون على المائة في أكثر الأحوال، يملي عليهم املاء في غاية الحسن والسعة (والسهولة)(2) وجميع الفوائد، يسمع من مؤخر الجامع إلى المقدم على جهة التفصيل، وكثيرا ما يقوم بعد تمام القراءة إلى القراءة على القاضي عبد الهادي في نحو (الغايات) إلى قريب الظهر، وكثيرا ما يخرج من هذه القراءة لصلاة الظهر ويدرس عقيبها في نحو (البيان) و(الفصول) فلا يتناول في هذه الحال طعاما إلا بعد العصر، ولا يخلو في غالب الوقت عن مذاكرة بعد العصر وبعد العشاء الآخرة في البيت، وأما بين العشائين فلا يخليه عن صلاة التسبيح وغيرها من النوافل، وأكثر هذه القراءات لا تخلو عن تعليق، هذه أحواله فيما يتعلق بالدرس والتدريس على وجه الاختصار، وأما التصنيف فاشتغاله به قليل، ألف (الدر المنظوم في معرفة الحي القيوم) في سن الصغر؛ لأنه قال فيه:
نظمته نظم اللآلئ والدرر ... قصدا لعفو الله في شهر صفر من سنة السبع عقيب الألف ... من هجرة المختار فاسمع وصفي
Page 138