Lever des lumières et promenade des visions et des regards

Abu Bakr Malaqi d. 639 AH
105

Lever des lumières et promenade des visions et des regards

مطلع الأنوار ونزهة البصائر والأبصار

Maison d'édition

دار الغرب الإسلامي،بيروت - لبنان،دار الأمان للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Lieu d'édition

الرباط

يصلح للولاية حرصًا على أن يعزله عنها تورعًا منه ﵀. فلم يقبل الأمير ذلك منه. وبقي على ولايته. وظهرت في أيامه الحقوق، وسار من السيرة الحسنة ما لم يسربها أحد قلبه. كان ماضي العزيمة، مقدامًا مهوبًا منفذًا للأحكام. فكان بذلك مستحسن المقاصد، مشكورًا في الصادر والوارد. وكان ﵀ أفضل الناس خلقًا، وأرحبهم صدرًا، وأجملهم عشرة، وأتمهم رجولة، وأنداهم يدًا، وأكثرهم احتمالًا. يحسن إلى من أساء إليه، ويجود بماله على من بخل به عليه، مع ما كان عليه من سياسة الناس ومداراتهم وقضاء حوائجهم وله في صنعة التوثيق باع مديد، وسهم سديد. وكان سريع القلم سهل الألفاظ مختصر الوثيقة، غاية في البراعة إلى الشعر الرائق، والكتب الفائق. وله تصانيف عجيبة متداولة بأيدي الناس، كالمشرع الروي في الزيادة على كتاب الهروي، والتكميل والإتمام لكتاب التقريب والإعلام، والأربعين حديثًا الموافق فيها اسم الشيخ لاسم الصحابي، وهو منزع لم يسبق إليه، وكنزهة الناظر في مناقب عمار بن ياسر، وكالجزء المختصر في السلو عن ذهاب البصر، وغير ذلك. رحل الناس إليه وأخذوا عنه. وكان ﵀ قد أخذ عن شيوخ جلة كأبي الحجاج ابن الشيخ، وأبي محمد القرطبي، وأبي علي الرندي، وأبي جعفر الجيار، وكالقاضيين أبي محمد بن حوط الله، وأبي سليمان داود، وكالقاضي أبي الخطاب بن واجب، وكأبي زكرياء بن عبد المنعم الأصبهاني وغيرهم. وكان قد مال أخيرًا إلى الرواية. وإنما نبهت عليه هذا التنبيه، وذكرت بعض ما كان من المحاسن فيه، مخافة أن ينقرض الزمان. فتنقرض أخباره. ويفنى ناس عصره، فتنس مآثره وآثاره، وليقف من لم يدركه على مناقبه الجميلة، ويشاهد بعض مآثره الحميدة ومنازعه الجليلة. ومازالت مناقب الأئمة تخلد وتذكر، وتذاع وتنشر. وإذا كان من العلم قد تعين شرعًا، واستحسن طبعًا فحقه علي آكد الحقوق، وسكوتي عن الاعتناء بتخليد مناقبه ضرب من العقوب. ولا غرو أن يقال: ما باله أطال في مدحه عنانه، وأدر من سماء فكره عنانه، فذكر له مالم يذكره لسواه، ولا أظهر على أحد نصه ولا فحواه، فعذري في ذلك أنه لم يكن أحد من أهل عصره

1 / 176