287

Le chemin parcouru dans l'art de l'écrivain et du poète

المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر

Chercheur

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

Maison d'édition

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

Lieu d'édition

الفجالة - القاهرة

وأٍمثال هذا في القرآن كثير، بل معظم آياته جاريه على هذا النهج، حتى إنه لا تخلوا منه سورة من السور، ولقد تصفَّحته فوجدته لا يكاد يخرج منه شيء عن السجع والموازنة.
وأمَّا ما جاء من هذا النوع شعرًا فقول ربيعة بن ذؤابه١:
إن يقتلوك فقد ثَلَلْتَ عروشهم ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب٢
بأشدهم بأسًا على أصحابه ... وأعزَّهم فقدًا على الأصحاب٣
فالبيت الثاني هو المختص بالموازنة؛ فإن "بأسًا" و"فقدًا" على وزن واحد.

١ هو ربيعة بن عبيد بن سعيد بن جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين أحد بني أسد، وربيعة هذا هو أبو ذؤاب الأسدي، وقد نسب الشعر في حماسة أبي تمام ١/ ٣٥٤ لرجل من بني نصر بن قعين.
٢ معناه: إن كانوا فرحوا بقتلك وتبجَّحوا به، فقد هدمت عزَّهم بقتل عتيبة.
٣ رواية الحماسة "١/ ٣٥٦" "بأشدهم كلبًا".
النوع السادس: في اختلاف صيغ الألفاظ واتفاقها
وهو من هذه الصناعة بمنزلة عليَّة، ومكانة شريفة، وجلُّ الألفاظ اللفظية منوطة به، ولقد لقيت جماعة من مدَّعي فن الفصاحة، وفاوضتهم وفاوضوني، وسألتهم وسألوني، فما وجدت أحدًا منهم تيقن معرفة هذا الموضع كما ينبغي، وقد استخرجت فيه أشياء لم أُسْبَق إليها، وسيأتي ذكرها ههنا.
أمَّا اختلاف صيغ الألفاظ، فإنها إذا نُقِلَت من هيئة إلى هيئة؛ كنقلها مثلًا من وزنٍ من الأوزان إلى وزن آخر، وإن كانت اللفظة واحدة، أو كنقلها من صيغة الاسم إلى صيغة الفعل، أو من الفعل إلى صيغة الاسم، أو كنقلها من الماضي إلى المستقبل، أو من المستقبل إلى الماضي، أو من الواحد إلى التثنية، أو إلى الجمع، أو إلى

1 / 293