134

Les Observations de Nasr sur les Presses Égyptiennes en Manuscrits Originaux

المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية

Enquêteur

الدكتور طه عبد المقصود

Maison d'édition

مكتبة السنة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Lieu d'édition

القاهرة

ومن الحرفية:
[٥] ما المصدرية: كقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ﴾ [الذاريات: ٥] أي "إِن وعدكم" كما في (حواشي الجلالين) (١) فتُوصل لكونها حرفًا لا يسْتَقلّ ومثَّل لها في (الشافية) و(شرحها) بقوله: "كُلّما أتيتَني أَكْرمتُك" و"أَيْنما صنعت" قال شيخ الإِسلام: "بخلاف المصدرية المتصلة بما ليس فيه معنى شرط أو استفهام وإن كانت حرفًا عند كثير، نحو: "إِنَّ ما صنعتَ عَجَب" أي "صُنْعك" فلا تُوصل تَنبيهًا على كونها من تمام ما بعدها، لا ما قبلها" اهـ (٢).
وعليه فيكون الوصل في: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ﴾ [الذاريات: ٥] في خصوص المصحف على خلاف القياس، بخلاف الفصل في ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ﴾ [الأنعام: ١٣٤] فإِنه على القياس.
وقد فُهم من كلام شيخ الإِسلام أنّ المصدرية على قسمين: قسم يُوصل وقسم يُفصل، فافْهمه.
[وصل (ما) الاسمية بالفعلين (نعم، بئس)]:
وعرفت أن "ما" الاسمية لا توصل بشىء من الحروف سوى "مِن" و"عَن".
وكذا لا تُوصل بشيء من الأفعال سوى "نِعِم" إذا كُسرت عينها كقوله تعالى: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ﴾ [البقرة: ٢٧١] فتوصل "ما" بـ"نِعم" لفائدة الاختصار والتخفيف بإِدغام الميم في الميم ومثله: "دقَّقْتُه دَقًّا نِعِمًا" و"غسَّلته غَسْلًا نِعِمًا" فإِن لم تُدغم لم تصل، مثل: نِعْمَ ما يقولُ الفاضِلُ.

(١) الفتوحات الإِلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية (للعجلى المشهور بالجمل) جـ ٤ ص ٢٠١.
(٢) انظر الشافية وشرحها لرضى الدين الاستراباذى جـ ٣ ص ٣٢٥.

1 / 140