إني لأعلم أنكم لم تغفلوا ... عن عبدكم حتى بكم يستلحقُ
وأنا بذا مستبشرًا لكنني ... من حجب حسمان الثرى متقلقُ
فلعل يرفع ذا الحجاب بسرعة ... وأفك من قيد الجسوم وأطلقُ
إني سئمت من الفراق وإنني ... من مر طول زمان مرا فرقُ
ليس المرؤة سادتي أن تتركوا ... نارًا بعبدكم تشب وتحرقُ
أو تتركوه بعدكم يا منيتي ... بسهام أغراض المصائب يرشقُ
أو تتركوه للبلاء متعرضًا ... فلقد غدا بولائكم يتدرقُ
بل خلصوه من شوائبِ دهرهِ ... فعليه أنتم منه حقًا أشفقُ
والعبد عبدكم ورقُ جنابكم ... والقصد منكم أنه لا يعتقُ
منوا بقرب لا يقول وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنقُ
بل أنت راضٍ يا رضيّ ولم تزل ... عينُ الرضى منكم إليه تحدقُ
حاشاكم أن تغمضوها عنه أو ... أن تصرفوها بالقلى أو تطرقوا