Les demandes de l'inquisiteur sur les mérites de la famille du Prophète

Ibn Talha Kamal Din Nasibi d. 652 AH
96

Les demandes de l'inquisiteur sur les mérites de la famille du Prophète

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

ثلاثة صرح بأن عليا ((عليه السلام)) يقاتلهم من بعده، وهم الناكثون والقاسطون والمارقون، وهذه الصفات التي ذكرها ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قد سماهم بها مشيرا إلى أن وجود كل صفة منها في الفرقة المختصة بها علة لقتالهم مسلطة عليه، وهؤلاء الناكثون هم الناقضون عقد بيعتهم الموجبة عليهم الطاعة والمتابعة لإمامهم الذي بايعوه محقا فإذا نقضوا ذلك وصدفوا عن طاعة إمامهم وخرجوا عن حكمه، وأخذوا في قتاله بغيا وعنادا كانوا ناكثين باغين فيتعين قتالهم كما اعتمده طائفة ممن تابع عليا ((عليه السلام)) وبايعه، ثم نقض عهده وخرج عليه وهم أصحاب واقعة الجمل فقاتلهم علي ((عليه السلام)) فهم الناكثون.

وأما القاسطون فهم الجائرون عن سنن الحق المائلون إلى الباطل المعرضون عن إتباع الهدى الخارجون عن طاعة الإمام الواجبة طاعته، فإذا فعلوا ذلك واتصفوا به تعين قتالهم كما اعتمده طائفة تجمعوا واتبعوا معاوية وخرجوا لمقاتلة علي ((عليه السلام)) على حقه ومنعوه إياه، فقاتلهم وهي وقائع صفين وليلة الهرير فهؤلاء القاسطون.

فإن قيل: معاوية كان من كتاب النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وكان خال المؤمنين فكيف تحكم عليه وعلى من معه بكونهم بقتال علي بغاة في فعلهم جائرين عن سنن الصواب بقصدهم، قاسطين بما ارتكبوه من بغيهم والجين في جملة الخارجين عن طاعة ربهم.

قلت لم أحكم عليهم بصفة البغي ولوازمها وضعا واختراعا، بل حكمت بها نقلا واتباعا، فإنه روى الأئمة الأعيان من المحدثين في مسانيدهم الصحاح أحاديث متعددة رفع كل واحد منهم حديثه بسنده إلى رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أنه قال لعمار بن ياسر (رض): «تقتلك الفئة الباغية» وفي حديث آخر: «تقتل عمارا الفئة الباغية» وفي حديث آخر أنه ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قال لعمار: «أبشر تقتلك الفئة الباغية» وهذه أحاديث لا دخل في إسنادها ولا اضطراب في متونها.

Page 105