Les demandes de l'inquisiteur sur les mérites de la famille du Prophète
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
استكمنت منه، فقال لي رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)): اقذف به فقذفته فتكسر كما تتكسر القوارير ثم نزلت، فانطلقنا أنا ورسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس.
ونزعت نفسه عن ارتكاب السيئات فاجتهد في اجتنابها، ونزعت إلى اجتناب الشهوات فجد في قطع أسبابها ونزعت إلى اكتساب الطاعات فسعى في اقترابها واقتنى ثوابها، ونزعت إلى احتقاب الحسنات فارتدى بجلبابها وانتدى سور محرابها، فلهذا لما رجحت نفسه الزكية بكثرة ما نزعت عنه من المجتنب وترقت إليه من المقترب، اغتدى احق بصفة الانزعية وأحرى بها، فاعتبار هذه الألفاظ المستتلاة للمعاني والمباني المستعلاة والمجاني المستحلاة صارت له ((عليه السلام)) لفظة الانزع من المدائح [المستجناة والمثاني المستجلاة] ولما اكتنفت العناية الإلهية وأحاطت الألطاف الربانية واحدقت الرأفة الملكوتية برسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))، فجعلت قلبه مشكاة لأنوار النبوة والرسالة وأنزل الله عليه الكتاب والحكمة وعلمه ما لم يكن يعلم، وعلي يومئذ مشمول ببركات تربيته محصول له ثمرات حنوه عليه، فشفقته لمع من تلك الأنوار بارقها وطلع من آفاق مشكاتها شارقها، فاستنار قلب علي بتلك الأنوار وزكا بتلك الأثمار وصفا من شوائب الأكدار واستعد لقبول ما يفيض عليه من أسرار العلوم وعلوم الاسرار، ويجعل فيه من مقدار الحكم وحكم الأقدار فتحلى بيمن الإيمان وتزين بعوارف المعرفة واتصف بمحكم الحكمة وأدرك أنواع العلم، فصارت الحكم من ألفاظه ملتقطة وشوارد العلوم الظاهرة والباطنة به انسه وعيونها من قلب قلبه منفجرة ، ولم يزل بملازمة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) يزيده الله (تعالى) علما حتى قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فيما نقله الترمذي في صحيحه بسنده عنه:
«أنا مدينة العلم وعلي بابها» فكان من غزارة علمه يذلل جوامح القضايا ويوضح مشكلات الوقائع ويسهل مستصعب الأحكام، فكل علم كان له فيه أثر وكل حكمة كان له عليها استظهار وسيأتي تفصيل هذا التأصيل
Page 69