250

Les demandes de l'inquisiteur sur les mérites de la famille du Prophète

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

بينهما كلام تقدم ذكر طرف منه في آخر الفصل الثامن.

ثم ودعه الفرزدق في نفر من أصحابه ومضى يريد مكة فقال له ابن عم له من بني مجاشع: يا أبا فراس هذا الحسين بن علي؟ قال له الفرزدق: نعم هذا الحسين بن علي وابن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى ((صلى الله عليه وآله وسلم))، هذا والله ابن خيرة الله وأفضل من مشى على الأرض، وقد كنت قلت فيه قبل اليوم أبياتا غير متعرض لمعروفه، بل أردت وجه الله والدار الآخرة فلا عليك أن لا (1) تسمعها فقال ابن عمه: إن رأيت أن تسمعنيها يا أبا فراس. فقال: قلت فيه وفي أمه وأبيه وجده:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا حسين رسول الله والده

أمست بنور هداه تهتدي الأمم

هذا ابن فاطمة الزهراء عترتها

في جنة الخلد مجريا به القلم

إذا رأته قريش قال قائلها

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

بكفه خيزران ريحه عبق

بكف أروع في عرنينه شمم

يغضي حياء ويغضى من مهابته

فلا يكلم إلا حين يبتسم

ينشق نور الدجى من نور غرته

كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم

منشقة من رسول الله نبعته

طابت أرومته والخيم والشيم

من معشر حبهم دين وبغضهم

كفر وقربهم ملجأ ومعتصم

يستدفع الضر والبلوى بحبهم

ويستقيم به الاحسان والنعم

إن عد أهل التقى كانوا ائمتهم

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع مجار بعد غايتهم

ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

بيوتهم في قريش يستضاء بها

في النائبات وعند الحكم إن حكموا

Page 260