Les demandes de l'inquisiteur sur les mérites de la famille du Prophète
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
فلما جاءهم كذبوه ما وعدوه وأنكروه وجحدوه ومالوا إلى السحت العاجل فعبدوه، وخرجوا إلى قتاله رغبة في عطاء ابن زياد فقصدوه فنصب ((عليه السلام)) نفسه وأخوته وأهله وكانوا نيفا وثمانين لمحاربتهم واختاروا بأجمعهم القتل على متابعتهم ليزيد ومبايعتهم، فأعلقتهم الفجرة الطغام وأرهقتهم المردة اللئام، ورشقتهم النبال والسهام وأوثقتهم من شبا شفارهم الكلام. هذا والحسين ((عليه السلام)) ثابت لا تخف حصاة شجاعته ولا تحف عزيمة شهامته، وقدمه في المعترك أرسى من الجبال وقلبه لا يضطرب لهول القتال ولا لقتل الرجال، وقد قتل قومه من جموع ابن زياد جمعا جما، وأذاقوهم من الحمية الهاشمية رهقا وكلما، ولم يقتل من العصابة الهاشمية قتيل حتى اثخن في قاصديه وقتل واغمد ظبته في أبشارهم وجدل. فحينئذ تكالبت طغام الاجناد على الجلاد وتناشبت الأجلاد في المنازلة بالحداد، ووثبت كثرة الألوف منهم على قلة الآحاد وتقاربت من الأنوف الهاشمية الآجال المحتومة على العباد، فاستبقت الاملاك البررة إلى الارواح وباء الفجرة بالآثام في الأجساد، فسقطت اشلاؤهم المتلاشية على الأرض صرعى تصافح منها صعيدا، ونطقت حالهم بأن لقتلهم يوما تود لو أن بينها وبين قتلهم أمدا بعيدا، وتحققت النفوس المطمئنة بالله كون الظالم شقيا والمظلوم سعيدا، وضاقت الأرض بما رحبت على حرم الحسين ((عليه السلام)) وأطفاله إذ بقي وحيدا. فلما رأى ((عليه السلام)) وحدته ورزى أسرته وفقد نصرته تقدم على فرسه إلى القوم حتى واجههم وقال لهم: يا أهل الكوفة قبحا لكم وتعسا حين استصرختمونا ولهين فأتيناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفا كان في ايماننا وحششتم علينا نارا نحن اضرمناها على أعدائكم وأعدائنا فاصبحتم ألبا على أوليائكم ويدا لأعدائكم، من غير عدل أفشوه فيكم ولا ذنب كان منا إليكم فلكم الويلات هلا إذ كرهتموها تركتموها والسيف ماشيم. والجأش ما طاش والرأي لما يستحصد، لكنكم أسرعتم إلى بيعتنا إسراع الدبا وتهافتم إليها كتهافت الفراش، ثم نقضتموها سفها
Page 253