Les demandes de l'inquisiteur sur les mérites de la famille du Prophète
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
تلامذة له، وإذا كانت أكابر المتكلمين وأئمة الأصول ينتسبون إليه فكفى ذلك دلالة على علمه بالأصول.
والذي يشرح هذا القول ويوضحه، أن المطلب الأقصى من الأصول علم التوحيد، والعلم بالقضاء والقدر، والعلم بالنبوة والعلم بالمعاد والبعث وأحوال الآخرة.
وقد ذكر ((عليه السلام)) في كلامه ومواعظه وخطبه من هذه العلوم ما يشهد بكمال معرفته ومتانة إحاطته بعلوم الدين.
وها أنا الآن أذكر شيئا من كلامه في ذلك لأقيم به على ثبوت هذه المقالة برهانا، ولينقاد به ذوو الجهالة إذعانا، وليستفاد بإيراده ما يطلق به لسانا، ويحقق بيانا ويزداد الذين آمنوا إيمانا.
فمنه ما نقله الإمام البيهقي بإسناده عن الشافعي عن يحيى بن سليم عن الإمام جعفر بن محمد عن عبد الله بن جعفر (رضي الله عن الجميع) عن أمير المؤمنين ((عليه السلام)) أنه قال يوما:
أعجب ما في الإنسان قلبه فيه مواد من الحكمة وأضداد لها من خلافها، فإن سنح له الرجاء ولهه الطمع وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه اليأس قتله الأسف وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ، وإن اسعد بالرضى نسي التحفظ وإن ناله الخوف شغله الحزن وإن أصابته المصيبة قصمه الجزع، وإن وجد مالا اطغاه الغنى، وإن عضته فاقة شغله البلاء، وإن اجهده الجوع قعد به الضعف وإن أفرط به الشبع كظته البطنة فكل تقصير به مضر وكل إفراط له مفسد.
فقام إليه رجل ممن شهد معه وقعة الجمل فقال: يا أمير المؤمنين ((عليه السلام)) أخبرنا عن القدر، فقال: بحر عميق فلا تلجه، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر، [فقال]: بيت مظلم فلا تدخله، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟ فقال: سر الله فلا تبحث عنه [فقال: يا
Page 112