3 دفع الالتباس العالق ببعض التعابير المجازية. إذ كثيرا ما أدى التمسك بظاهر النصوص الدينية إلى تأثيم بعض التعابير. فمن ذلك انتقادهم شكوى الشعراء من الدهر، واعتبار ذلك خروجا عن هدي الحديث النبوي: "لا يقل أحدكم يا خبث الدهر، فإن الله هو الدهر"(¬1)[25]. ومن المشددين في هذه المسألة بعض شيوخ الإفراني الذين أنكروا قول سعد الدين التفتازاني في طالعة المطول: "فلقد جرد الدهر على أهلها سيف العدوان"(¬2)[26]. ويحسم الإفراني الأمر لصالح التعبير الأدبي مستعينا ببحث موسع [ص18] "لحافظ المغرب والمشرق، أبي عمر ابن عبد البر"(¬3)[27] في استشهاده بسلوك الصحابة والتابعين. والذي ينبغي تسجيله، بكثير من الاهتمام، استقلال الإفراني عن رأي شيوخه في هذه السن المبكرة.
ومن التعابير التي أثارت ضجة أدباء فاس منذ العصر المريني قول محمد الربيب في سيف إدريس المنصوب بمنار جامع القرويين(¬4)[28]:
وما خص إدريس المنار بسيفه
لغم، ولكن كي يعم نداؤه
مشيرا: أجيبوا داعي الله تأمنوا،
ومن لم يجب داعيه هذا جزاؤه
وكان ابن الأحمر قد انتقد قول هذا الشاعر في كتابه نثير الجمان ذاهبا إلى أن تارك الصلاة لا يقتل، فرد عليه أستاذ الإفراني أحمد بن عبد الحي الحلبي، وعلى ما كتب بطرة كتابه المذكور، من أنه يقتل بقوله: "قلت: وهذا كله تعسف بلا فائدة، وإنما جرى هذا الكلام مجرى المبالغة"(¬5)[29]. لقد التبس على الإفراني رأي شيخه في هذه المسألة فنسب إليه نقيضه، وقد بينا ذلك في مكانه.
Page 19