La marche du théâtre en Égypte 1900-1935 : Les troupes théâtrales musicales
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Genres
وهكذا أفلت ريزور من الموت، ولكنه وقع في صراع نفسي كبير، حيث تأكد أن زوجته تخونه؛ لأنه لم يبت في منزله أمس، فمن يكون هذا العشيق الذي اصطدم بالجندي؟ وأقسم ريزور على الانتقام منه ومن زوجته دولوريس، خصوصا بعد أن عرف أن غريمه مجروح في يده. وعندما ذهب إلى منزله واجه زوجته، فاعترفت بالخيانة كما اعترفت أنها تكرهه لأنه مشغول بقضايا وطنه والثوار أكثر من اهتمامه بها، وهنا يحضر صديقه كارلو، ويتفق الاثنان على الخطة الموضوعة من قبل الأمير غليوم، وأن إشارة الهجوم هي قيام جوناس بقرع الأجراس بنغمة مفرحة، وإذا قرع النغمة الحزينة فمعناها الابتعاد والفرار. وتسمع دولوريس تفاصيل الخطة - دون أن تسمع إشارة قرع الأجراس - فتسرع لإبلاغها إلى المستعمر الدوق ألبا، بشرط أن يمنحها حياة حبيبها ويقتل زوجها، فيوافق ألبا على ذلك بعد أن علم منها ساعة الهجوم.
وفي مكان آخر استعد الثوار للهجوم على المستعمر، وفي أثناء مراجعة الخطة بين ريزور وكارلو، يرى ريزور جرحا في يد كارلو، فيسأله عنه ويحاصره في الحديث، فيجعل كارلو يعترف له كارلو بأنه الخائن الذي يبحث عنه، ولكن ريزور يعفو عنه؛ لأن الوطن في حاجة إلى كل ثائر، ويقسم له كارلو بأنه سيكفر عن هذه الخيانة. وهنا يهجم على المكان جنود الدوق ألبا ويقبضون على طليعة الثوار، ويطلب ألبا منهم ذكر إشارة هجوم بقية الثوار بقيادة الأمير غليوم، فيتقدم جوناس لإبلاغه بالإشارة، فيتهمه الثوار بالخيانة فلا يبالي، ويذهب لقرع الأجراس فيقرع النغمة الحزينة، فيفرح الثوار، وعندما يستفسر ألبا عن السبب يقولون له إن هذه النغمة إشارة لبقية الثوار بالفرار، وهنا يطلق الجنود النار على جوناس ويأمر ألبا بحرق طليعة الثوار في الغد. وفي صباح اليوم التالي تحضر دولوريس إلى ألبا وتطالبه بوعده لها كي يطلق سراح حبيبها كارلو، فيوافق ويعطيها إذنا باسمها للسفر إلى مدينة ليل، كما يعطي لقائد جنده إذنا آخر باسم كارلو للسفر إلى المدينة نفسها.
وأثناء تحضير الثوار المقبوض عليهم للحرق في النار يحضر قائد الجند، ويطلق سراح كارلو ويعطيه الإذن الخاص به، فيتهمه باقي الثوار بالخيانة. وعبثا يحاول كارلو إثبات براءته، ولكنه استطاع أن يعرف أن من خانهم كان امرأة أفشت سر خطتهم إلى الدوق ألبا، وأن معها إذنا بالسفر إلى مدينة ليل. وهنا أقسم كارلو على قتلها، ولا بد له من معرفتها؛ لأنها ستسافر في نفس توقيت سفره، وستذهب إلى نفس المدينة التي سيسافر إليها. ولكن قبل ذلك لا بد له من وداع دولوريس، فيذهب إليها وتفرح بحضوره وتبشره بأنها ستسافر إلى مدينة ليل اليوم، ومع توالي الحوار بينهما تنكشف له الحقيقة، حيث إن حبيبته وزوجة صديقه هي الخائنة التي باعت وطنها إلى الأعداء، فيقتلها، وتنتهي المسرحية.
غلاف مسرحية «شهداء الوطنية».
وبعد عرض هذه المسرحية قامت الشركة بتمثيل مجموعة كبيرة من مسرحيات الشيخ سلامة، منها: «مغائر الجن»، «البخيل»، «العواطف الشريفة»، «عواطف البنين»، «تسبا»، «شهداء الغرام»، «العفو القاتل»، «هملت». وكانت الشركة تقدم بين فصول هذه المسرحيات الموسيقى الوترية والفصول المضحكة من محمد ناجي. كما قدمت بعض العروض لصالح عدة جمعيات، منها: جمعية جامعة المحبة المركزية، وجمعية التوفيق القبطية، وجمعية المساعي الخيرية المارونية، وجمعية رعاية الأطفال. وكان أولاد عكاشة يستغلون اسم الشيخ سلامة في إعلاناتهم، فيقولون عن فرقتهم تارة: «جوق الشيخ سلامة حجازي سابقا»، وتارة أخرى يقولون: «شركة التمثيل العربي التي أسسها أفراد جوق الشيخ سلامة حجازي.»
6
وفي أبريل 1910 بدأ اسم عبد الحميد عكاشة - الشقيق الثاني من أولاد عكاشة - يظهر في إعلانات الفرقة، ومن ذلك إعلان جريدة «المؤيد» في 9 / 4 / 1910، الذي جاء فيه:
ستمثل شركة التمثيل العربي بالتياترو المصري، بأول شارع عبد العزيز، في مساء السبت 9 أبريل سنة 1910، الساعة تسعة إفرنكي مساء رواية «حفظ الوداد»، وهي رواية أوبريت كوميدي مشحونة بالألحان والأناشيد، سيقوم بتلحينها المطرب الجديد الشيخ عبد الحميد عكاشة، فنحث الجمهور على اغتنام هذه الفرصة تشجيعا لهذا الممثل الجديد ولفنه الجميل. وستمثل شركة التمثيل العربي أيضا يوم الأحد 10 الجاري في التياترو المصري رواية «ماري تيودور» الشهيرة، وهي ليلة خصوصية يخصص دخلها لحضرات القائمين بالموسيقى الوترية، فنحث الجمهور أيضا على الإقبال عليها لأهمية الرواية ومساعدة لأولئك المطربين.
ومسرحية «ماري تيودور» رغم تمثيلها أكثر من مرة بواسطة فرقة إسكندر فرح، إلا أنها تعتبر أول مسرحية جديدة تمثلها الشركة، قبل أن تمثلها فرقة سلامة حجازي بفترة كبيرة. بعد ذلك عرضت الشركة بمسرح شارع عبد العزيز وبدار التمثيل العربي مجموعة أخرى من المسرحيات القديمة حتى نهاية الموسم، ومنها: «محاسن الصدف»، «العواطف الشريفة»، «شهداء الوطنية»، «غانية الأندلس»، «البرج الهائل»، «عواطف البنين»، «عبرة الإبكار». بجانب تقديم الموسيقى الوترية والفصول المضحكة، هذا بالإضافة إلى تقديم عرض بتياترو الحمراء بالإسكندرية، وعرض آخر لصالح جمعية الترغيب في التهذيب المركزية. وفي هذه الفترة ضمت الشركة إلى أعضائها كلا من: عزيز عيد، مصطفى أمين، ميليا ديان، والموسيقي عبد الحميد علي.
7
Page inconnue