La marche du théâtre en Égypte 1900-1935 : Les troupes théâtrales musicales
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Genres
إذا مات عبده ومات عثمان، وذهب عصر الغناء بذهابهما، فقد سمع أهالي العاصمة بالأمس في التياترو المصري مغنيا جديدا ومطربا متفننا، أعاد دولة الطرب الذاهبة، كما أعاد إلى الأسماع صوت عبده وصوت عثمان، هو حضرة المطرب المبدع والموسيقي المتفنن الشيخ أحمد الشامي، الذي مثل دور العاشق في رواية «تنازع الغرام»، فأجاد وأحسن وأنشد الأبيات والأدوار، فأطرب وأبدع، حتى قال الناس ليس بعد هذا المغني من مثيل في هذه الديار. هذا هو المطرب الجديد الذي ظهر في العاصمة أمس، فكان بلبلا مطربا، وسوف يكون له من الأهمية بين الناس ما كان لعبده في سابق زمانه.
وقد استمر الشيخ الشامي يعمل بفرقة إسكندر فرح حتى أواخر عام 1906، دون أن ينجح في سد الفراغ الذي تركه الشيخ سلامة في فرقة إسكندر. وبعد خروج الشامي من فرقة إسكندر انضم إلى فرقة عوض فريد التي كانت تطوف الأقاليم، فشارك في عروضها المسرحية فترة قصيرة.
وفي عام 1908 كون أحمد الشامي أول فرقة مسرحية خاصة به، وطاف بها أقاليم مصر، وهذه الفرقة استمرت تعمل حتى عام 1930 على وجه التقريب. وكانت تتوقف فترات كثيرة تصل في بعض الأحيان إلى سنوات عديدة، وبسبب هذا التوقف ، بالإضافة إلى تنقلها المستمر في الأقاليم، لم تستطع الصحافة تتبع أخبارها بانتظام؛ لذلك من الصعب علينا الحصول على أخبار هذه الفرقة طوال موسم مسرحي كامل، بل كل ما نستطيع الحصول عليه هو بعض الإشارات هنا وهناك، تعكس نشاطها التمثيلي بين وقت وآخر.
فأول إشارة وجدناها عن فرقة أحمد الشامي كانت منشورة في جريدة «مصر» بتاريخ 12 / 9 / 1908، وفيها قالت الجريدة: «يسرنا كثيرا ما نراه من مهارة وإبداع جوق الممثل الشهير والمطرب المبدع الشيخ أحمد الشامي بأسيوط، فقد مثل فيها عدة روايات من أبدع وأحسن الروايات التي حازت رضا واستحسان جميع الأسيوطيين. هذا وسيوالي تمثيل الروايات الوعظية الحكمية، فنحث الأسيوطيين على تعضيد هذا الجوق والإقبال عليه.» وقد أثبتت جريدة «المؤيد» أن اسم هذه الفرقة هو «جوق دار الفنون الجميلة».
1
وفي يناير عام 1909 وجدنا الفرقة تعرض مسرحياتها بسوهاج، ثم تنتقل إلى قنا وتعرض أعمالها طوال شهر مايو، ثم ترحل إلى بني سويف في شهري يونية ويولية وتعرض بها مسرحيات عديدة. ومن أهم لياليها في بني سويف ليلة تمثيلية أحيتها لصالح أعضاء جمعية وكلاء المحامين الفرعية في بني سويف، وخصص إيرادها لصندوق الجمعية المركزية بالعاصمة.
2
واستمرت الفرقة في بني سويف حتى عام 1912، حيث مثلت عدة مسرحيات، منها: «صلاح الدين الأيوبي»، «هملت»، في شهري أغسطس وسبتمبر 1910. وفي فبراير 1912 مثلت الفرقة مسرحية «صدق الإخاء» بمدينة مغاغة، ثم عادت مرة أخرى إلى بني سويف.
3
وفي يولية مثلت الفرقة مسرحية «ماري تيودور»، وكتب عنها أحد المشاهدين كلمة تحت عنوان «مراقبة التمثيل»، وبتوقيع «متألم» نشرتها جريدة «الوطن» في 11 / 7 / 1912، وفيها قال المشاهد:
Page inconnue