قالت بيج: «هذا ليس صحيحا.» «هذا صحيح. كنت أفكر في ذلك.»
جلست بيج على المنضدة وغطت فمها بيديها. ارتعش فم كلايتون. لم يبد أنه كان يستطيع التوقف عن ذلك؛ لذا حول هذا إلى ابتسامة ساخرة، صغيرة، منتفضة. «هذا ما كنت أفكر فيه وأنا نائم على الفراش.» «كلايتون. لم يكن أي منا ليؤذيك قط.»
ظن روبرت أن الوقت حان ليقول شيئا.
قال: «هذا مثل ... زلزال أو بركان. يشبه الأمر هذا. هذا نوع من النوبات. ينتاب الناس نوبات مثلما تنتاب الأرض نوبات. لكن الأمر يحدث مرة واحدة خلال فترة طويلة. إنه حدث استثنائي.»
قال كلايتون، في سرور متحفظ: «الزلازل والبراكين ليست حوادث استثنائية ... إذا أردت أن تطلق على ذلك نوبة، فيجب أن تطلق عليها نوبة دورية. مثل تلك التي تحدث للناس، للمتزوجين.»
قال روبرت: «لا يحدث لنا ذلك.» ونظر إلى بيج كما لو كان ينتظر منها أن توافقه.
لكن بيج كانت تنظر إلى كلايتون. هي من كانت تبدو دوما ناضرة، وناعمة، وراضية، وإن كان يصعب تلمس خواطرها مثل علامة مائية على ورق خفيف، بدت الآن ذابلة، شديدة الشحوب، وملامح جسدها جامدة في ألم منتظم، بائس، قوي.
قال كلايتون: «لا ... لا، ليس لكما أنتما.» •••
أخبرهم روبرت أنه ذاهب للسير قليلا. عندما خرج، رأى أن كلايتون كان على صواب. كانت هناك سيارات تثير ضوضاء في الشارع، تستدير عن نهاية الشارع، شاقة طريقها عائدة مرة أخرى. جاءت لتلقي نظرة. كان يوجد داخل هذه السيارات الأشخاص أنفسهم، ربما الأشخاص أنفسهم الذين كان يتحدث إليهم خلال فترة ما بعد الظهيرة. لكن بدا الآن كما لو كانوا ملتصقين بسياراتهم، صانعين نوعا جديدا من الوحوش جاء باحثا عن شيء على نحو غاية في الفضول والقسوة.
لتفاديهم، اتجه إلى شارع مسدود قصير كان يتفرع من شارعهم. لم تبن أي منازل في هذا الشارع على الإطلاق؛ لذا لم يجر كسح الثلج منه. لكن الثلج كان صلبا، ويسهل السير عليه. لم يلحظ كيف كان سهلا السير على الثلج إلا عندما أدرك أنه تجاوز نهاية الشارع نحو منحدر، والذي لم يكن منحدرا أرضيا على الإطلاق، بل كومة ثلجية. غطت تلك الكومة السياج الذي كان يفصل عادة الشارع عن الحقل. كان قد سار فوق السياج دون أن يعرف ماذا كان يفعل. كان الثلج شديد الصلابة.
Page inconnue