كان لدى روس سيارتان يفك أجزاءهما ليركبها في سيارة أخرى. كانت السيارة الشيفروليه موديل عام 1958، وكانت قد وقعت لها حادثة. كان الزجاج الأمامي محطما، وكان المبرد والمروحة منتزعين من موضعهما وملتصقين بالمحرك. كانت الوصلات محترقة. لم يستطع روس أن يحدد كيف يشغل المحرك حتى فك المروحة والمبرد واللوح المعدني المحطم. ثم شغل السيارة دون مفتاح وملأ مجموعة المحرك بالمياه. دار المحرك. قال روس إنه كان يعرف أن المحرك سيدور؛ لهذا السبب اشترى السيارة، أما جسم السيارة فكان محطما لدرجة أنه لم يعد نافعا على الإطلاق. كان الجسم الذي يستخدمه لسيارة من طراز كامارو موديل 1971. كانت الطبقة العلوية من الطلاء قد سقطت عند استخدام مزيل الطلاء، وكان عليه أن يستخدم خرطوم المياه وقطع التنظيف لإزالة ما تبقى تحت تلك الطبقة. كان سيصلح الانبعاجات في سقف السيارة باستخدام مطرقة، وكان سيقطع الأجزاء الصدئة من أرضية السيارة ليضع محلها لوحا من الألومنيوم. ذلك والكثير من الأشياء الأخرى. بدا الأمر كما لو كان سيستغرق الصيف كله.
كان روس يصلح العجلات آنئذ، وكانت جلينا تساعده. كانت جلينا تصقل الإطار المعدني الداخلي للعجلة والغطاء المركزي، اللذين كانا قد فككا، بينما كان روس ينظف العجلات نفسها وكان يستخدم في ذلك فرشاة سلكية. كانت لينيت في قفص للعب الأطفال إلى جانب الباب الأمامي.
تشمم كولن الهواء بحثا عن أي آثار ناتجة عن إزالة الطلاء. لم يكن روس يستخدم كمامة، قال إنه لا حاجة لها في الهواء الطلق. كان كولن يعلم أن عليه الثقة في جلينا في ألا تعرض نفسها ولينيت لذلك. لكنه كان يتشمم، ولم يكن هناك أي شيء بالهواء، لم يكونا يستخدمان أي مزيل للطلاء. قال، من قبيل التغطية على الأمر: «يبدو الهواء مثلما في الربيع.»
قالت جلينا، التي كانت مصابة بحمى القش: «لست بحاجة إلى أن تخبرني ... أشعر بسحب حبوب اللقاح تتأهب لتتحرك في الهواء.»
سألها كولن: «هل تلقيت التحصينات اللازمة؟» «ليس اليوم.» «هذا غباء.»
قالت جلينا وهي تجري عملية الصقل في سرعة جنونية: «أعرف ... كنت سأذهب إلى المستشفى. ثم ها أنا أضيع الوقت هنا؛ أفعل هذه الأشياء وأبدو كما لو كنت منومة مغناطيسيا.»
سارت لينيت في حذر حول حواف قفص اللعب الخاص بها، ممسكة بها، ثم رفعت ذراعيها وقالت: «ألقني لأعلي يا بابا.» سر كولن بالطريقة الواضحة العملية التي قالت بها «بابا»، لا «با» مثلما يقول الأطفال الآخرون.
قال روس: «ما قررت أن أفعله هو أن أضع مزيل صدأ ثم طلاء تحويليا ثم طلاء أساس. لكن علي أن أتخلص من معجون الحشو القديم أولا بالكامل؛ لأن مزيل الطلاء قد يصل إليه وسيبدو شكله سيئا في الطلاء الجديد. سأستخدم طلاء الأكريليك. ما رأيك؟»
سأل كولن: «أي لون ستختار؟» كان يتحدث إلى مؤخرتين، كلتاهما مغطاة بالجينز. كان بنطال جلينا الجينز مقصوصا، كاشفا عن رجليها الطويلتين، البيضاوين الناعمتين. لا توجد أي قبعة على رأس روس الآن. كان متزنا بشكل لافت متى كان قريبا من سيارته. «كنت أفكر في اللون الأصفر. ثم رأيت أن اللون الأحمر يبدو دائما جميلا مع السيارة الكامارو.»
قالت جلينا: «سنأتي بمخطط الألوان ونضعه أمام لينيت وندعها تختار ... هل توافق يا روس؟ أيما كان ما ستختاره؟ ما رأيكم؟»
Page inconnue