كانت الكلمات الأولى التي قالها روس لجلينا وجها لوجه هي: «هل تعرفين ما مشكلتك؟»
سألت جلينا، باديا عليها أمارات الانزعاج: «ماذا؟» كانت فتاة طويلة، ضعيفة البنية ذات شعر أسود متموج، وبشرة بيضاء، وعينين بلون أزرق فاتح جدا، وكانت لديها عادة العض على شفتها السفلى بأسنانها، وهو ما أضفى عليها طابعا حزينا قلقا. كانت تنتمي إلى ذلك النوع من الفتيات اللائي يرتدين عادة ملابس بلون أزرق فاتح (كانت تضع كنزة فضفاضة بنفس اللون)، وتتقلد سلسلة رقيقة حول عنقها، عليها صليب أو قلب، أو اسم ما. (كانت جلينا تعلق اسمها على السلاسل؛ لأن الناس كانوا يجدون صعوبة في هجائه.)
قال روس، وهو يلوك بلسانه في فمه ويحرك رأسه: «لعل مشكلتك الوحيدة ... هي أنني لم أعثر عليك أولا!»
تنفست الصعداء. ضحكوا جميعا. حدث هذا أثناء تناول جلينا العشاء للمرة الأولى في منزل سيلفيا. كانت سيلفيا وكولن وجلينا يتناولون طعاما سريعا صينيا - كانت سيلفيا قد رصت كومة من الأطباق والشوك وحتى المناشف الورقية إلى جانب علب الكرتون الخاصة بالطعام - وكان روس يأكل بيتزا، كانت سيلفيا قد طلبتها له خصوصا؛ لأنه لم يكن يحب الطعام الصيني.
أشارت جلينا إلى أن روس ربما يرغب في أن يأتي معهما إلى سينما السيارات تلك الليلة، وهكذا فعل. كان ثلاثتهم يجلسون أعلى سيارة كولن، وكانت جلينا تجلس في المنتصف، ويشربون الجعة.
صارت مزحة تتداولها العائلة. ماذا كان سيحدث لو أن جلينا كانت قد التقت روس أولا؟
لم تكن ستوجد أي فرصة أمام كولن.
أخيرا، اضطر كولن إلى سؤالها: «ماذا إذا كان قد قابلك أولا؟ هل كنت ستخرجين معه؟»
قالت جلينا: «روس شخص لطيف.» «لكن هل كنت ستخرجين معه؟»
بدت محرجة، وكانت هذه هي الإجابة التي كان كولن يريدها منها. «روس ليس من نمط الأشخاص الذي يمكن أن تخرجي معه.»
Page inconnue