ركن ديفيد السيارة قريبا جدا من شجيرات التوت، قريبا أكثر مما ينبغي، بحيث سبب مشكلة لكاثرين، التي كان عليها أن تتفادى الأشجار وتخرج من السيارة من ناحية المقعد المجاور للسائق. كاثرين نحيفة بما يكفي، لكن ثوبها يتألف من تنورة طويلة وأكمام فضفاضة طويلة. ثوب قطني ذو خيوط متشابكة، تتدرج ألوانه من القرنفلي إلى الأحمر، تنتشر فوقه ثنيات صغيرة، غير منتظمة تبدو مثل التغضنات. ثوب جميل لكنه لا يصلح حيث تقيم ستيلا. علقت شجيرات التوت الأسود به من كل موضع، مما كلف كاثرين عناء كبيرا حتى تخلص نفسها.
تقول ستيلا: «ديفيد، كان بإمكانك أن تفسح لها مساحة أكبر.»
تضحك كاثرين على ورطتها. وتقول: «أنا بخير، أنا على ما يرام.»
يقول ديفيد، مقدما كلا إلى الأخرى: «ستيلا، هذه كاثرين.»
تقول ستيلا في تعاطف: «هل تريدين بعض التوت يا كاثرين؟ وأنت يا ديفيد؟»
يهز ديفيد رأسه رافضا، لكن كاثرين تلتقط حبتين. تقول: «رائعة، دافئة من الشمس.»
تقول ستيلا: «لقد سئمت منظرها.»
عن قرب، يبدو مظهر ستيلا أفضل؛ ببشرتها الناعمة، السمراء، وشعرها المقصوص كالأطفال، وعينيها البنيتين الواسعتين. كاثرين، التي كانت تنحني لتكلمها، امرأة طويلة، ضعيفة البنية، نحيلة، شقراء، وذات بشرة حساسة. بشرتها حساسة أكثر مما ينبغي حتى إنها لا تتحمل وضع مكياج على الإطلاق، وتتهيج بسهولة من البرد، والأطعمة، والمشاعر. مؤخرا، تضع مكياج عين أزرق اللون وماسكرا سوداء، التي يعتقد ديفيد أنها لا تلائمها. يظهر تسويد رموشها الخفيفة عينيها ذات اللون الأزرق الزاهي، التي تبدو كما لو كانت لا تستطيع تحمل ضوء النهار، فضلا عن جفاف البشرة تحتها. عندما التقى ديفيد كاثرين للمرة الأولى، قبل ثمانية عشر شهرا تقريبا، كان يظن أن سنها فوق الثلاثين بقليل. رأى آثارا لا تزال متبقية من أيام الصبا؛ كان يحب شعرها الأشقر وبنيتها الطويلة الضعيفة. ظهرت عليها آثار العمر منذ ذلك الحين. وكانت أكبر مما كان يظن أصلا، كانت تقترب من الأربعين.
تقول كاثرين لستيلا: «ماذا ستفعلين به؟ هل ستصنعين مربى؟»
تقول ستيلا: «صنعت ما يقرب من خمسة ملايين برطمان من المربى حتى الآن. أضعها في برطمانات صغيرة ذات أغطية مصنوعة من نسيج قطني مخطط، وأعطيها لجيراني الذين من الكسل أو الذكاء بحيث لا يقطفون ثمارهم. في بعض الأحيان، لا أعرف لماذا لا أدع سخاء الطبيعة يتعفن على الأشجار.»
Page inconnue