تقول: «سئمت من تعريفاتك الذكورية ومجادلاتك الذكورية التي لا تفسح مجالا لأحد.» ثم تقول في إطراق: «أيضا، سئمت من سماع نفسي أقول «ذكوري» على هذا النحو.» تفهم جيدا أنها إذا استطاعت الصمود في الجدال، فسيمنحها أبوها شيكا من أجل المركز.
لكن اليوم لم يلن عزمها. كانت قد التقطت جزءا يسيرا من الطعم لكنها استطاعت الإفلات منه، سمكة حاذقة تبدو بريئة، تتحدث في أغلب الأحيان إلى ماجدة، معبرة عن إعجابها بالتفاصيل المختلفة للتجديدات في المنزل. ينهض لورنس - الذي يبدو كرجل ساخر، وسيم ذي شارب ناعم رمادي بالكامل، وشعر ناعم بني مائل إلى الرمادي آخذ في النحول، رجل طويل به تدل بسيط في كتفيه وبطنه - من مكانه عدة مرات ويسير إلى البحيرة ثم يعود، ويسير إلى الطريق ثم يعود، يتنهد في عمق، مظهرا عدم رضائه عن طريقة الحديث الأنثوية هذه.
أخيرا، يتحدث فجأة إلى دينيس، مقاطعا ما تقول ماجدة. «كيف حال أمك؟»
تقول دينيس: «بخير ... بقدر ما أعلم، هي بخير.»
تعيش إيزابيل بعيدا، في وادي كومكس، في كولومبيا البريطانية. «إذن، كيف حال تربية الماعز؟»
الرجل الذي تعيش إيزابيل معه صائد سمك تجاري كان يعمل مصورا في التليفزيون. يعيشان في مزرعة صغيرة، ويؤجران الأرض، أو جزءا منها، إلى رجل يربي الماعز. في وقت ما، أسرت دينيس بهذا إلى لورنس (تحرص على ألا تفضي له بأن الرجل أصغر من إيزابيل بعدة سنوات وأن العلاقة بينهما «غير مستقرة» بصورة دورية)، ويصر لورنس من حينها على أن إيزابيل وخليلها (هذه هي كلمته) يقومان بتربية الماعز. تستحضر أسئلته إلى الذهن عالما من المشاق الريفية؛ جهدا جهيدا في الطين مع حيوانات حرنة، فقرا، نوعا من المثالية المروعة التي عفا عليها الزمن.
تقول دينيس، مبتسمة: «بخير.»
عادة تجادل، تشير إلى الأخطاء، تتهمه بتشويه الحقائق، سوء النية، والأذى. «هل لا يزال هناك معتنقون للثقافة المضادة يرغبون في شراء لبن ماعز؟» «أعتقد ذلك.»
ترتعش شفتا لورنس تحت شاربه في نفاد صبر. تظل تنظر إليه، محافظة على تعبير من الانشراح البريء والوقح. ثم يطلق ضحكة مفاجئة.
يقول: «لبن ماعز!»
Page inconnue