قالت فيوليت، كما لو أن ذلك سرها: «أوه، أعتقد أنها مصابة بآفة ما! ... أخشى أنها كذلك يا وايك!»
طوال هذا الوقت، كانت الزوجة تتحدث، وواصلت الحديث، لا تكاد تلاحظ أن زوجها قد نزل للفناء. تحدثت إلى فيوليت بل وإلى دين، لكنها كانت تتحدث إلى الهواء حقيقة. تحدثت عن مواعيدها مع الطبيب، واختصاصي تقويم العمود الفقري. قالت إن لديها صداعا مثل مطارق حديدية شديدة السخونة تدق صدغيها. كان لديها أيضا نوع من الألم الحاد في جانب عنقها مثل مئات الإبر التي توخز في لحمها. لم تكن تتوقف عن الحديث؛ كانت مثل مشغل أسطوانات صغير لا حول له ولا قوة، موضوع في أحد جوانب ركن الأكل، وكانت عيناها الحزينتان الكبيرتان تخلوان من أي تعبير بمجرد تثبيتهما على أي شخص.
كان هذا هو نمط الأشخاص، كان هذا هو نمط الحديث، الذي كانت فيوليت غاية في البراعة في محاكاته.
وها هي الآن تفسح المجال. كانت تستمع، أو تتظاهر بأنها تستمع، إلى هذه المرأة في اهتمام لم تلاحظه المرأة حتى أو تحتاج إليه. هل كان ذلك لأن الزوج قد خرج؟ هل كانت فيوليت تشعر بقلق ما حيال فظاظته تجاه زوجته؟ كانت تواصل النظر إلى أسفل في الفناء الخلفي.
قالت: «يجب أن أرى ماذا يعتقد وايك بشأن تلك الآفة»، ثم مضت، نزلت عبر السلالم الخلفية، فيما بدا مثل هرولة ثقيلة الوقع، لا تنطوي على أي قدر من اللياقة.
قالت الزوجة: «لا يهتمون إلا بالمال.»
نهض دين حتى يجلب لنفسه مزيدا من القهوة. وقف عند الموقد ورفع إناء القهوة بينما كانت تتحدث متسائلا ما إذا كانت تريد مزيدا من القهوة.
قالت: «ما كان لي أن أحتسي الكمية التي تناولتها ... تسعون بالمائة من معدتي متقرحة.»
نظر دين إلى زوجها وفيوليت، كانا ينحوان معا باتجاه شجيرات الورود الصغيرة. لا شك في أنهما كانا يتحدثان عن الورود، والآفات، والمبيدات، والآفات الزراعية الأخرى. لم يكن هناك احتمال لحدوث شيء فظ مثل لمسه إياها. فقد كان وايك يحمل في يد قدح القهوة ورفع في رقة ورقة شجيرة، ثم رفع أخرى بقدمه. نظرت فيوليت منصاعة إلى أسفل إلى الورقة المرفوعة فوق حذائه المصقول.
سيكون من الخطأ القول إن دين فهم أي شيء آنذاك. لكنه نسي المرأة التي كانت تتحدث وإناء القهوة الذي كان يحمله. استشعر سرا، نفحة من حميمية الآخرين، شيئا لم يرد أن يعرف عنه شيئا، لكن عليه أن يفعل.
Page inconnue