تتحدث إليها في هدوء وعلى نحو لا يقاوم. «هذا جيد. بردي وجهك. حاولي أن تصفي ذهنك تماما. عليك أن تفكري في هدوء. يجب أن تفكري في هدوء. الآن. ما الأمر؟ ما الذي تريدينه؟ مم تخافين؟ لا تخافي. لا يستطيع المجيء إلى هنا. لدينا وقت. يمكنك أن تخبريني ماذا تريدين وأستطيع أن أساعدك. يمكن أن أتصل بالسلطات.»
لكن القصة تتوقف عند هذه النقطة. تصطدم ماري جو بمنطقة صماء، ويترجم حلمها - هي تحلم الآن - هذا بطريقة فجة إلى بقعة من الصدأ غير منتظمة، وغريبة، حيث تآكل طلاء المينا أسفل الحوض.
يا له من حمام سيدات مهمل! «هل الأمور هكذا دوما في المناطق الاستوائية؟» تقول ماري جو ذلك للسيدة الواقفة إلى جانبها في الحوض المجاور، وتغطي هذه المرأة حوضها بيديها كما لو كانت لا ترغب في أن تنظر ماري جو إليه أو أن تستخدمه. (مع أن ماري جو لم تكن تنتوي عمل ذلك.) هي امرأة ضخمة، بيضاء الشعر، ترتدي ساريا أحمر، وتبدو كما لو كانت تمتلك سلطة في حمام السيدات. تتلفت ماري جو حولها بحثا عن الفتاة التي من الإسكيمو وتندهش عندما تراها راقدة على الأرض. تضاءل حجمها، وترتسم على وجهها نظرة قاسية، وجه حاد مثل وجه دمية. لكن الصدمة الحقيقية تكمن في أن رأسها انفصل عن جسدها، على الرغم من أنها لا تزال متصلة به من خلال رباط مرن داخلي.
تقول المرأة ذات الشعر الأبيض: «سيكون لديك فرصة كي تختاري مصيرك.» تعتقد ماري جو أنها تعني بذلك طريقة عقابها. تعلم أن خطرا ما يتهددها في هذا الشأن؛ ليست مسئولة، لم تضرب الفتاة أو تدفعها على الأرض. المرأة مجنونة.
تقول: «آسفة ... لكن علي أن أعود إلى الطائرة.»
يحدث هذا لاحقا، ولكنهما لم يعودا في حمام السيدات.
يعودا إلى مكتب دكتور ستريتر وتشعر ماري جو بوجود تضارب بسيط في الأحداث بحيث لا تستطيع متابعتها، تشعر بفجوات في الزمن لم تلحظها. لا تزال تفكر في العودة إلى الطائرة، لكن كيف لها أن تجد غرفة الانتظار، هذا إلى جانب الذهاب إلى هونولولو؟
جسد ضخم ملفوف في ضمادات يمر، وتريد ماري جو أن تعرف لمن هذا الجسد، وماذا حدث، ولماذا يجلبون أحد ضحايا الحروق إلى هنا.
المرأة التي ترتدي ثوب الساري الأحمر هناك أيضا. تقول لماري جو، بطريقة ودية: «المحكمة في الحديقة؟»
ربما يعني هذا أن ماري جو لا تزال متهمة بشيء، وأن ثمة محاكمة تجري في الحديقة. على الجانب الآخر، ربما تشير كلمة «محكمة»
Page inconnue