كان السائق كنديا من أصل فرنسي، لذا على الأرجح كان قد رأى طفلا وهو يولد من قبل. قضم الحبل السري بأسنانه ثم قام بربطه بخيط قذر أخرجه من جيبه. أمسك ببساط صغير ووضعه بين رجليها. كانت الدماء تنزف منها بلون داكن مثل نبات سم الذباب؛ كانت تنتشر على الأرض. صرخ طالبا من أحد أن يأتي ببعض الثلج، أما الزوج، أو أيا من كان، فلم يرفع رأسه على الإطلاق. كانت لوي هي من عدت خارجة وعادت بثلج ملء كفيها، وعندما رأى السائق الكمية الصغيرة التي أتت بها سبها ورمى الثلج على الأرض. ثم ركل الكلب؛ لأنه اقترب أكثر من اللازم. ركله ركلة قوية أطاحت به عبر الغرفة، وصرخت زوجة مدير الفندق معتقدة أن الكلب قد مات. تناولت الطفل ولففته في سترتي. تلك كانت كالي. يا لها من مخلوق ضعيف. لم يمت الكلب. كانت البسط كلها غارقة في الدماء، وكان الرجل الفرنسي يسب سبابا عنيفا. ماتت المرأة، لكنها كانت لا تزال تنزف.
كانت لوي هي من أرادت أن نصطحبها معنا. قال الزوج إنه سيكون على اتصال بنا لكنه لم يفعل قط. اضطررنا إلى شراء زجاجة إرضاع، وغلي بعض اللبن، وشراب الذرة، وأن نصنع لها فراشا في درج. أعربت لوي عن حبها الشديد للرضيعة، لكن خلال عام تزوجت لوي وذهبت لتعيش في ريجينا ولم تعد قط. هذا كان هو الحب الذي كانت تعرب عنه.»
ظن سام أن هذا كله في الغالب لم يكن إلا اختلاقا. على الرغم من ذلك، تأثر بشدة بما سمعه. لماذا تخبرهما بذلك الآن؟ لا يهم إذا كان ما تقوله صحيحا أم كذبا، أو ما إذا كان قد ركل أحد الأشخاص كلبا أو نزف دما حتى الموت. ما كان يهم هو نبرة التأكيد القوية التي سردت من خلالها الآنسة كرناجان هذا، قصدها الخفي وغير الودي بالتأكيد، وشراستها العشوائية.
لم تتوقف كالي عن العمل لسماع كلمة واحدة من القصة. كانت قد خفضت صوتها لكنها لم تتوقف عن الغناء بالكامل. كان المطبخ يمتلئ بالضوء في مساء الربيع، وكانت تفوح منه رائحة الصابون ومساحيق التنظيف النفاذة التي كانت كالي تستخدمها. كان سام يشعر في بعض الأحيان أنه واقع في ورطة، لكنه كان يعرف دوما طبيعة الورطة تماما وماذا ستكون العقوبة، وكان يستطيع التفكير في طريقة للخروج منها. صار الآن يشعر أن ثمة ورطة لا يستطيع معرفة مداها ولا يستطيع أن يدرك عقوبتها. لم تكن سوء نية الآنسة كرناجان هي ما كانا يخشيانه. ماذا إذن؟ هل كان إدجار يعرف؟ كان إدجار يشعر بأن ثمة شيئا يجري التحضير له؛ مفاجأة مباغتة. كان يعتقد أن الأمر يتعلق بكالي وبرضيع وبما فعلاه. كان سام يشعر بتداعيات أكبر. لكن كان عليه أن يرى أن حدس إدجار كان صائبا. •••
في صباح السبت، سارا عبر الشوارع الخلفية إلى المحطة. كانا قد تركا المنزل عندما ذهبت كالي لشراء مستلزمات الفندق في نهاية الأسبوع، جارة عربة أطفال خلفها لوضع البقالة فيها. كانا قد سحبا أموالهما من البنك، وتركا ورقة عند باب المكان الذي ينامان فيه كانت ستسقط عند فتح الباب، مكتوبا عليها: «رحلنا. سام وإدجار.»
كانت كلمة «رحلنا» قد كتبها سام في اليوم السابق في الكلية، وإن كانا قد وقعا على الورقة بخط يديهما. كان سام قد فكر في إضافة «مصاريف الإقامة مدفوعة حتى يوم الاثنين» أو «سنكتب إلى أبوينا». لكن بالتأكيد كانت الآنسة كرناجان ستعرف أن مصاريف إقامتهما مدفوعة حتى يوم الاثنين وقولهما إنهما سيكتبان إلى أبويهما سيكون بمنزلة إشارة إلى أنهما لن يعودا إلى موطنهما. بدت كلمة «رحلنا» حمقاء، لكنه كان يخشى أنهما إذا لم يتركا أي رسالة فسيثار الذعر وستبدأ ربما عملية بحث عنهما.
تركا الكتب الثقيلة، البالية التي كانا ينويان بيعها في نهاية الفصل الدراسي - «ممارسة مهنة المحاسبة»، «العمليات الرياضية الخاصة بالأعمال» - ووضعا كل ما يستطيعان وضعه من ملابس في كيسين ورقيين بنيين.
كان الصباح جميلا وخرج الكثيرون من منازلهم. احتل الأطفال الأرصفة لتبادل قذف الكرة، ولعبة الحجلة، ونط الحبال. كان عليهما أن يجدا أي طريقة لتبرير حملهما للأكياس الورقية المكدسة بالأشياء. «ماذا لديكما في تلك الأكياس؟»
قال إدجار: «قطط ميتة.» ثم أمال الكيس نحو رأس الفتاة.
لكنها كانت متماسكة. «ماذا ستفعلان بها؟»
Page inconnue