============================================================
ااحى كاد يجبن عن اللقاء ويهم بالفرار، فأتاه التأييد الإلهي، من القوي المتين، فقال: يا نفس إن فررت فزوجتي طالق، وعبيدي وإمائي آحرار، وجميع الاما أملكه صدقة للفقراء والمساكين، أيطيب لك عيش مع الفقر وفراق الزوجة؟
فقالت له نفسه: لا أحب الرجوع إذا قال: فتقدمي.
الاو قد يوسوس لك أنك تقتل، فيبقى ولدك بعدك فقيرا، وعيالك محتاجين فاترك مالك لهم ولا تنفقه، ويكفي بفقدهم لك مصيبة، وهذه الوسوسة إنما الا ق بلها من لم يكن عنده ثقة بالله، واشتمل باطنه على دسيسة من الشك في الايمان بكفالة الله رزق العباد، وتدبير مصالحهم، وإلا فمن شهد أنه واسطة بين االله وبين أهله وعياله في وصول الرزق إليهم على يده، وأنه لا يملك لهم، بل اولا لنفسه مثقال ذرة، لم يهتم بأرزاقهم في حياته ولا مماته، كما نقل عن حاتم لأصم(1) أنه أراد سفرا، فقال لزوجته: كم يكفيك ويكفي أولادك حتى أقدره الك قبل سفري، فقالت: يا حاتم، والله ما عددتك رزاقا، بل عددتك أكالا، ر حيت شعت.
38 - وقد روي آن أفضل السابقين وأشرف هذه الأمة أجمعين، سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه، جاء إلى النبي وللة بجميع ماله، فقال له النبي لة: "ما تركت لأهلك"؟ قال: الله ورسوله.
(1) أبو عبد الرمن، حاتم بن علوان، ويقال: حاتم بن يوسف الأصم، من أكابر مشايخ خراسان، مات سنة سبع وثلاثين ومائتين. انظر الرسالة القشيرية: 100-99/1.
د عبد الحليم محمود، ومحمود بن الشريف؛ وطبقات الأولياء لابن الملقن: ص 178 38-رواه الدارمي، عن زيد بن آسلم، عن آبيه، سمعت عمر، قال: آمرنا الارسول الله لة أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر، إن بقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله چة: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، قال: فأت أبو بكر بكل ماعنده فقال: يا أبا بكرا ما أبقيت لأهلك؟ فقال: اقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا، انتهى. سنن الدارمي، كتاب الزكاة، باب الرجل يتصدق بجميع ماله: 391/1- 392.
298
Page 299