============================================================
حيت اكتسبوها، فقذفوها(1) في بطونهم، فأصبحت والناس يتحامونها(2)، وهذه الخرق البالية كانت رياشهم(3) ولباسهم، ثم أصبحت(4) والرياح تصفقها، هذه العظام عظام دوابهم التي كانوا ينتجعون(5) عليها أطراف البلاد، فمن كان باكيا على الدنيا فليبك، قال: فما برحنا حتى اشتد بكاؤنا.
الاوان تذكرت ولدك الكريم وحنوت عليه حنو الأب الشفيق الرحيم، فقد ااقال الله تعالى: إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم}(2).
الاوتا الله لله أرحم بالولد من آبيه وأمه، وأخيه وعمه، وكيف لا وهوقد رباه الا بلهم بندى رحمته، في ظلمات الأحشاء، وقلبه بيد لطفه ورأفته في أرحام لأمهات وأصلاب الآباء، فأين كانت شفقتك عليه إذ ذاك وحنوك الا بعدك عنه ودنوك، وكيف يقعدك عن دار النعيم، وجوار الرب الكريم، ولد ان كان صغيرا فأنت به مهموم، آو كبيرا فأنت به مغموم، آو صحيحا فأنت عليه خائف، أو سقيما فقلبك لضعفه واجف(7)، إن آدبته غضب وشرد، ااو نصحته حرد(2) وحقد، مع ما تتوقعه من العقوق المعتاد، من كثير من الأولاد، إن أقدمت جبنك، وإن سمحت بخلك، وإن زهدت رغبك، عظمت البه الفتنة، وأنت تعدها منة، وعم به البلاء، وأنت تراه من النعماء، تود سروره ك وفرحه بحزنك، وربحه بخسرانق، وزيادة درهمه وديناره بخفه ميزانك، تتكلف من أجله ما لا تطيق، وتدخل بسببه في /كل مضيق، ألقه [12(ب) هذا عن بالك إلى من خلقك وخلقه وتوكل في رزقه بعدك على الذي رزقك (1) في الإحياء: ثم قذفوها.
(2) اي: يتباعدون عنها. إتحاف السادة المتقين 3) الريش والرياش بمعنى وهو اللباس الفاخر. الصحاح: 1008/3.
(4) في الإحياء: فأصبحت.
5) اي: يسيرون ويقطعون. إتحاف.
(6) سورة التغابن: اية 15 (7) آي: مضطرب. الصحاح: ص 649.
8) احرد بالتحريك الغضب. الصحاح: 464/2.
119
Page 120