Les Vices des Morales et leurs Blâmes

Al-Khara'iti d. 327 AH
144

Les Vices des Morales et leurs Blâmes

مساوئ الأخلاق ومذمومها

Chercheur

مصطفى بن أبو النصر الشلبي

Maison d'édition

مكتبة السوادي للتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م

Lieu d'édition

جدة

٣٧٢ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا أَبُو ظُفُرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ عَمِّهِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: " كَانَ عَابِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْبُدُ اللَّهَ دَهْرًا فِي صَوْمَعَتِهِ، فَعَفَّ وَزَهِدَ، حَتَّى شَكَتْهُ الشَّيَاطِينُ إِلَى إِبْلِيسَ، فَقَالُوا: فُلَانٌ قَدْ أَعْيَانَا، لَا نُصِيبُ مِنْهُ شَيْئًا. قَالَ: فَانْتَدَبَ لَهُ إِبْلِيسُ بِنَفْسِهِ، فَأَتَاهُ فَضَرَبَ دَيْرَهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَنَا ابْنُ سَبِيلٍ، افْتَحْ لِي حَتَّى آوِيَ اللَّيْلَةَ فِي دَيْرِكَ. قَالَ لَهُ الْعَابِدُ: هَذِهِ قُرًى مِنْكَ غَيْرُ بَعِيدٍ، صِلْ إِلَى بَعْضِهَا فَأْوِ فِيهَا. قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، وَافْتَحْ لِي، فَإِنِّي أَخَافُ اللُّصُوصَ، وَأَخَافُ السِّبَاعَ. قَالَ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَفْتَحُ لَكَ. فَسَكَتَ إِبْلِيسُ، ثُمَّ ضَرَبَ دَيْرَهُ، فَقَالَ: افْتَحْ لِي. قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: الْمَسِيحُ. قَالَ: إِنْ تَكُنِ الْمَسِيحَ، فَلَيْسَ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ. قَالَ: قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَاتِ رَبِّكَ، فَمَوْعِدُكَ الْآخِرَةُ. فَسَكَتَ إِبْلِيسُ، ثُمَّ ضَرَبَ دَيْرَهُ، فَقَالَ: افْتَحْ. فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا إِبْلِيسُ. قَالَ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَفْتَحُ لَكَ. قَالَ إِبْلِيسُ: لَكَ اللَّهُ وَلَكَ وَلَكَ. وَجَعَلَ يُعَاهِدُهُ لَا أَعْمَلُ لَكَ فِي مَضَرَّةٍ أَبَدًا، افْتَحْ. ⦗١٧٦⦘ قَالَ: فَنَزَلَ، فَفَتَحَ لَهُ الْبَابَ، فَصَعِدَ إِبْلِيسُ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ أُخْبِرْكَ. قَالَ: مَا لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ. قَالَ: فَقَامَ إِبْلِيسُ فَوَلَّى. قَالَ: فَنَادَاهُ: أَقْبِلْ، قَدْ بَدَا لِي أَنْ أَسْأَلَكَ. قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَعْوَنُ لَكُمْ فِي هَلَكَةِ بَنِي آدَمَ؟ قَالَ: السُّكْرُ، فَإِنَّهُ إِذَا سَكِرَ ابْنُ آدَمَ لَمْ يَمْتَنِعْ مِنَّا مِنْ شَيْءٍ نُرِيدُهُ، ثُمَّ لَعِبْنَا بِهِ كَمَا يَلْعَبُ الصِّبْيَانُ بِالْكُرَةِ. قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالَ: وَالْحِدَّةُ، لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ بَلَغَ مِنْ عِبَادَتِهِ مَا يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ، مَا يَئِسْنَا أَنْ نُصِيبَهُ فِي بَعْضِ غَضَبِهِ. قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالَ: الْبُخْلُ. قَالَ: فَنَأْتِي ابْنَ آدَمَ، فَنُقَلِّلُ نِعْمَةَ اللَّهِ عِنْدَهُ، وَنُكَثِّرُ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ عِنْدَهُ، حَتَّى يَبْخَلَ بِحَقِّ اللَّهِ فِي مَالِهِ فَيَهْلِكَ "

1 / 175